فرط الحركة عند الأطفال حالة نفسيَة وصحيَة أتعبت طب النَفس الحديث فتعدَدت الدَراسات الباحثة في هذا الموضوع للحصول على تفسير علمي ونفسي ثابت عن هذا المرض الذي قد يصيب بعض الأطفال المعروف طبيَا بإسم "إضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة (ADHD).
أعراض هذا المرض
يصنَف فرط الحركة ضمن الأمراض النَفسيَة السَلوكيَة التَابعة لإضطرابات الجهاز العصبي التي تصيب الأطفال خاصَة الذين تلاحظ عليهم أعراض نقص الانتباه وفرط في النَشاط (ADHD) وقد يعاني الطفَل أيضا من عرض واحد فقط، وهذا ما جعل الأمر يسببَ جدلا واسعا بين الأطبَاء والمعالجين، فمنهم من يحمَل مسؤوليَة الإصابة بهذا المرض إلى نظام أو طريقة خاطئة في التَربية والتَعليم التي يتَبعها كلَ من الأولياء أو المربَين في المنزل أو المؤسسَات التربويَة.
صنَف خبراء علم النَفس هذا المرض ضمن أمراض الأطفال على أنَه نشاط حركي مفرط يتجلَى من خلال عدم قدرة الطَفل على توزيع الانتباه والتركيز وعجزه على الالتزام بشكل كامل بأي مهمَة أو إستيعاب الأوامر لوقت طويل والتي قد يوجَهها الأولياء أو المدرَس، فهؤلاء الأطفال لا يستطيعون الجلوس بهدوء، وغالبا ما يكونون عاجزين عن الإدراك والتحليل، ويجدون صعوبة ومشكلة في الانضباط الذاتي.
وما قد يزيد الأمر تعقيدا أن أغلب هؤلاء الأطفال لا يقع تأطيرهم ووضعهم في مدارس أو أقسام تراعي وتتفهَم حالتهم وعندما يوضعون مع الأطفال الذين لا يعانون من هذا المشكل يقع تصادم بينهم فيتعرَض الأطفال المصابين بفرط الحركة إلى النبذ والإقصاء من قبل أصدقائهم إضافة إلى ضعف ثقتهم بنفسهم وتصبح حالتهم أكثر تعقيدا بسبب تراجع إنجازاتهم وإبداعاتهم الفكرية والتعليميَة وهذا ما قد يصيبهم بالإحباط والشَعور بالفشل وخيبة الأمل وبالخجل والشَعور بالذَنب تجاه أوليائهم.
العلاج
يشدَد الأطبَاء والمختصين على الأولياء الذين يلاحظون أعراض فرط الحركة على طفلهم ،الإسراع في عرضه على طبيب مختص في الأعصاب والطب النفسي السلوكي ،للتأكَد من مستوى نشاط الطفل الفكري والجسدي والتَحقق إذا ما كان ذلك يتناسب حقا مع المستوى الطبيعي لأبناء سنَه ويقع تحقيق ذلك من خلال إجراء اختبار تشخيصي محوسب يطلق عليه الأطبَاء إسم فحص تشتت الإنتباه T.O.V.AA حيث يمكن من خلاله الكشف والتأكد من سلامة الأداء الوظيفي للطفل حسب معايير طبيَة معيَنة وهي : تحويل الانتباه، الإندفاعية، زمن رد الفعل ومقارنتها مع السلوكيَات الخاصَة بباقي الأطفال وذلك لتحديد درجة الإصابة .
إلى جانب العلاج التأهيلي هناك العلاج النفسي أيضا من خلال تقنية التعليم الإجرائي لكي يكتسب الطفل طرق سلوكية جديدة وهو الأمر الذي سيساعده على تعزيز مهاراته ودعم ثقته بنفسه ، لكي يخرج تدريجيَا من دائرة هذا المرض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق