الثلاثاء، 10 يناير 2017

كيف يمكن أن تكون التكنولوجيا وراء تشتت العلاقات الإجتماعيَة ؟



ظهرت مؤخَرا مجموعة من الدَراسات الإجتماعيَة التي درست طبيعة العلاقات الإجتماعيَة بين أفراد المجتمع لمعرفة سبب البرود الاجتماعي الشَديد الذي ساد العالم عامة والمجتمع العربي على وجه الخصوص ، فتبيَن أنَ أغلب الدراسات التي بحثت في الغرض أغلبها تؤكَد أنَ التطوَر التَكنولوجي الكبير الذي يعيشه العالم بأسره وراء هذه الهوَة الإجتماعيًة الكبيرة التي تزداد إتَساعا يوما بعد يوم فإلى أي مدى يصح هذا التحليل ؟ وكيف أثَرت التكنولوجيا على العلاقات؟



                                Résultat de recherche d'images pour "les smarth phone et le srelation socio"


لا يمكن لأحد أن ينكر ما أضافته التَكنولوجيا للبشريَة من تسهيل للحياة اليوميَة من خلال الالآت والتجهيزات الإلكترونيًة الحديثة التي أصبحت تعوَض الإنسان في مختلف وظائفه الحياتيَة (آلات الغسيل المتطورة ، أجهزة الطبخ الكهربائيَة ، آلة غسل الأواني ، المكنسة الكهربائيَة ...إلخ إضافة إلى الثَورة المعلوماتيَة الكبيرة التي طالت هواتفنا التي تحوَلت إلى أجهزة ذكيَة قادرة على تخزين جميع المعلومات التي تحجز خزانة خشبيَة كلاسيكيَة عن تخزينها إضافة إلى إنتشار مواقع التَواصل الاجتماعي التي جعلت العالم يبدو كقرية صغيرة تلتقي فيها مختلف العروق والجنسيات البشريَة ولكن لكل شيء وجه آخر في الحياة وهذا ما أثبتته دراسات إجتماعيَة تناولت الجانب السلبي للتقدم واالتطور التكنولوجي وكيف جعل العلاقات الاجتماعية المباشرة أكثر فتورا وبعدا عن ما كانت عليه في الماضي.

الأجهزة و العقول البشريَة 

كان الإنسان في الماضي يستمد معارفه ومعلوماته من المحيط العائلي ومن الأشخاص المحيطين به كالمعلم أي الأسرة التربوية والأصدقاء والأقارب عندما كانت العلاقات العائليَة أكثر ترابطا و قداسة فظهرت الوسائل التكنولوجية الحديثة لتلعب دور البديل لهذه المؤسسات الاجتماعية لتستعمر محلها  الأجهزة التكنولوجية في  عملية التنشأة وتربية الأبناء فلم يعد الطفل وخاصة المراهق مضطرا إلى طرح سؤال يحيره على والده بحثا عن الإجابة فيكفي أن يدخل إلى أحد محركات البحث عبر الأنترنت ليجد مجموعة من الإجابات عوضا عن إجابة واحدة رغم أنً الجانب الخطير يكمن في هذه الناحية لأنَ إجابة الأب  غالبا ما تكون مبنية على التجربة والخبرة في حين قد تكون الإجابات الموجودة عبر الأنترنت خاطئة أو لها أبعاد إديولوجيَة أخرى قد تمثَل خطرا على الطفل والمراهق.

ولم يقف الأمر عند باب التربية فقط بل أصبحت وسائل التكنولوجيا أيضا ساحة للهروب والتملَص من الواجبات العائلية وزيارة الأقارب حتى عند المرض  فعلى سبيل المثال لم تعد عيادة المريض الذي خضع لجراحة قلب ضروريَة رغم أنها كانت تعتبر في الماضي من أصعب العمليَات والأزمات الصحية  فيكتفي الفرد بإرسال رسالة لدعم أهل المريض وفي المناسبات  تكفي  معايدة إلكترونية بسيطة حتَى في الأعياد الرسمية التي من المفروض أن تتجمع فيها العائلة وتحتفل فلم نعد الزيارات العائلية أو التحاور المباشر بين الأفراد وهو الأمر الذي يدعونا إلى التَساؤل عن الحلول الممكنة لتجاوز هذه الهوَة الإجتماعيَة والعودة إلى بناء علاقاتنا من جديد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق