كثيرون مرَوا عبر التاريخ ولكنَ الأفضل هم الذين خلَدت ذكراهم إلى الأبد فالعظماء لا يولدون عظماء إنَما يتحوَلون إلى ذلك بالعمل والإرادة والتَميَز، فلكلَ مجال روَاده وملوكه فمنذ القدم تميز إبن الهيثم في الطب وكانت له كلمته في باقي العلوم كالفلسفة ، طب العيون على وجه الخصوص ، علم الفلك ، الهندسة ، الرياضيات ، البصريات والإدراك البصري ...إلخ وفي الأدب عرف العالم العربي على وجه الخصوص أفضل الشَعراء والأدباء منذ الجاهليَة إلى غاية اليوم كالمعري وابي نواس وغيرهم من الذين أثرو المدوَنة الأدبيَة الشَعرية وتميزوا فيها ، ومع مرور السنوات وتغيَر الأحداث ظهر فلاسفة وأدباء جدد ، فمنهم من كتب عن الحياة ومنهم من كتب للوطن ومنهم من دافع عن الشَعب ومن رحم هذه المعاني ولد قنديل الأدب العربي شاعر الخضراء والد إرادة الحياة أبو القاسم الشابي فمن هو هذا الشاعر وكيف مثَلت أشعاره وأفكاره شعلة الثورات و قداحة الإنتفاضات ؟
إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بدّ أن يستجيب القدر، هذا هو الحل الذي قدَمه شاعر الخضراء إلى كل شعب يبحث عن الحريَة والتَحدَي ضد المستعمر الهمجي ، ولقد كانت حياة أبو القاسم الشابي محفوفة بالتَحديات والصعاب ومليئة باللأحداث والعبر ،ولد أبو القاسم الشابي في مدينة توزر بتونس وذلك في شهر فيفري من سنة 1909م، عرف بلقب شاعر الخضراء عانى من بعض المشاكل الصحية التي تندرج ضمنأمراض القلب والشَرايين( تضخّم في القلب ) بدأ تعليمه الزَيتوني عندما بلغ سن الثامنة عشرة وفي سنة1927م تحصل أبو القاسم على شهادة التطويع من جامعة الزيتونة ولكنَه إختار الإلتحاق بكلية الحقوق التونسية ، تميَز باستخدامه للأسلوب الخطابي من خلال توظيف الأمر والاستفهام ...وكانت قصائده هي الأفضل ولا تزال إلى حد هذا اليوم تردد على أفواه الثوار وعشاق الحريَة .
وبما أنَ حياته لم تكن كالآخرين خاصَة مع الصراع الطويل الذي خاضه مع المرض فكان ممنوعا من مختلف الأنشطة التي تتطلَب الإجهاد كالسباحة والقفز أو الجري، فكانت حياته هادئة ولكنَه عاش في دوامة صراع متواصلة جرَاء معاناته المرضية (القلب) التي كانت سببا في وفاته بتاريخ 9 أكتوبر من سنة 1934 تاركا وراءه موروثا أدبيَا خالدا كخلود الحب الصادق في القلوب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق