الأربعاء، 25 يناير 2017

التَأمين الصحَي ودوره في النَهوض بحياة الفرد والمجتمع



إنَ كرامة الشَعوب تكمن في إعطائها حقوقها كاملة دون تمييز عنصري أو طبقي فعند بدايات هذا العالم، كانت الحياة البشريَة شبيهة بغابة بريَة يقتل فيها القوي الضَعيف فلا قوانين تضبط الجرائم ولا قواعد تحدد لكل فرد حقوقه وحدوده، ومع تطوَر العالم ونمو الفكر الإنساني شعر الإنسان برغبة ذاتية في وجود قوَة رادعة له ولغيره وبعد أن  كان يوجه قراراته وحياته من منظور ديني فقط تطوَرت عنده المفاهيم والمصطلحات ليتكوَن مفهوم الدَولة والمجتمع المدني، فظهرت مطالب تضمن حقوق المواطنين وهي لا تتنافى مع الدين الذي يدعو إلى تحقيق العدل والمساواة بين خلق الله  داخل المجتمع بمختلف هيئاته ومؤسسَاته ومن أبرز هذه المطالب الحق في الدراسة والتعليم ، مورد رزق يضمن العيش الكريم والكرامة لكل فرد كي يحيا بعيدا عن المهانة والذلَ .


                                                             
                                                     
مع مرور الزمن وتطوَر العصور،أصبح الإنسان يعمل في مجتمع تضبطه القوانين والقواعد فاليوم لا يمكن أن يقدم شخصا خدمة أو يعمل بوظيفة دون مقابل مادَي أو راتبا شهريا يضمن له العيش الكريم ومن هذا المنطلق ولدت فكرة التأمين الصحَي ،خاصَة مع وجود مهن خطيرة على حياة الإنسان أو مضرَة بصحَته كمهنة عامل البناء وتقني الكهرباء وغيرها ، حيث  يضطرالعمَال إلى تسلق ناطحات السَحاب والعمل في أماكن عالية ويكونون عرضة للسَقوط والموت في أي دقيقة ،فالتأمين الصحَي يمكَن العامل من تغطية مصاريف التَداوي والعلاج في حالة المرض أو عند تعرَضه لحادث مهنَي معيَن ،لذلك هناك العديد من الأشخاص الذين يعتبرون وثيقة التأمين الصحي مهمَة للغاية ويرونها من الوثائق الضروري توقيعها قبل الشروع في العمل بل تعتبر في مراكب الدَول المتقدَمة تابعة للعقد المهني الذي قد يربط أي عامل بشركة معيَنة .
فماهو التأمين الصحَي وهل هو نظام تلتزم به  جميع الهياكل المشغَلة أم أنه كغيره من القوانين الأخرى ينتهك ولا يطبَق ويبقى مجرَد حبر على ورق؟                                

تاريخ التأمين الصحَي 

سنة 1883 هو تاريخ أول وثيقة تأمين صحي على المستوى العالمي وكان ذلك في ألمانيا، في حين كان الوضع في العالم العربي متأخَرا إلى حد ما حيث يعود تاريخ أوَل وثيقة كتبت باللغة العربية للتأمين الصحَي إلى الخمسينات أي سنة 1957وكان ذلك في مصر وكانت مبادرة بين الشركة المتحدة للتأمين وبنك الإسكندرية، إضافة إلى صدور وثيقة أخرى بين شركة مصر للتأمين وشركة اسوستاندر للخدمات البتروليَة، ثمَ توالت المبادرات في مختلف البلدان العربية والعالم بأسره .
فوائد التأمين الصحي
•التَمتَع برعاية صحيَة متنوَعة وشاملة لضمان العلاج والسَلامة الصحيَة من الحوادث والأمراض المهنيَة المفاجئة على غرارالأمراض الصدرية أو الآفات التي قد تصيب الرئتين والقلب ، النَاتجة عن العمل في المناطق المليئة بالغبار أو الأماكن الملوَثة (مصانع المواد الكيميائيَة السامة ، مواني حمل البضائع ، البناء ، التطهير ...إلخ )  إضافة إلى الحواد المهنية الخطيرة التي يفرز عنها فقدان لأعضاء أساسيَة من الجسم (بتر ساق ،يد أو ذراع  ، فقدان البصر ...إلخ ) لذلك فإنَ الرعاية الصحية حق إنساني قبل أن يكون مشرَع  للأفراد والمجموعات.
•ضمان مبالغ مالية تضمن تغطية تكاليف العلاج في الحالات الصحيَة الصَعبة ..
•مساعدة المرضى الفقراء الذين يعجزون عن دفع تكاليف العلاج رغم تدهور وضعهم الصحَي.
•عيش حياة مريحة وخالية من المخاوف من خلال التمتع بتأمين صحي يضمن العلاج والتداوي عند الحاجة.
رغم فوائد التأمين الصحَي ودوره الكبير في إنقاذ آلاف المرضى من أنياب السرطانات والآفات القاتلة ومساعدتهم على إعادة بناء ما دمَره المرض، يبقى هذا البند مهمَشا وغير متوفَرا عند أغلب الشركات والهياكل المشغَلة الكبيرة والصَغيرة ولاتزال كرامة الإنسان تنتهك وتغتصب تحت وطأة التَشغيل الأسود الذي  يسيطر على أسواق التَوظيف (أجور متدنيَة، غياب التغطية الإجتماعيَة ، الصحيَة ...) وهذه المشاكل يرافقها إنخفاض كبير في المقدرة الشَرائية خاصَة وأنَ أسعار المواد الأساسيَة في تزايد مستمرَ مقارنة بالأجور المتجمَدة التي لا تسمن ولاتغنى من جوع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق