الثلاثاء، 6 ديسمبر 2016

الطلاق وتأثيره السَلبي على الأطفال







إذا ما تأملنا في نسب الطلاق بمجتمعاتنا العربية على وجه الخصوص سنجد أنَ نسبة لا يستهان بها وهذه الأعداد تكشف لنا ظاهرة تسمى بالأسر المشتتة والتي تعيش تفكك إجتماعي شديد خاصَة وأنَ وضعية الطلاق تؤثَر سلبا على نفسيَة الأطفال، لأنَ العيش في مثل هذه الحالة والبيئة القاسية الخالية من سلوكيات الرَحمة والمودة تصنع من أطفال الطَلاق أفراد غير متوازنين نفسيَا ولا إجتماعيَا فماهي هذه الاثار ؟ وكيف يمكن تجنيب الأطفال مخاطر الطَلاق وآثاره السلبية على حياتهم في المستقبل؟

تأثير الطلاق على الأطفال

يؤكَد علم النَفس في هذا الغرض أنَ الطَلاق يجعل الطَفل في صراع دائم مع الحزن، القلق والإرتباك، بل وقد يؤثَر الطلاق أيضا على مردود الطفل في الدراسة فيفقد القدرة على التَركيز فالطفل يتأثر بالطَلاق بشدَة وغالبا ما ترتبط ردة فعله ودرجة شدَتها بعمر الطفل فكلما كان السن أكبر كلما كبرت قدرتهم على فهم الظروف والمشاكل التي تحدث بين الوالدين.
بين 2 و 5 سنوات: تكون الأعراض والتصرَفات سلوكية تظهر في تصرَفات الطفل ونأخذ على سبيل المثال التَبوَل في السَرير ليلا، معاناة القلق والكوابيس في الليل أيضا ويكون مضطرب، و سريع الإنفعال.


ما بين 6 و 9 سنوات: وهي الفترة الأكثر صعوبة حيث يرى أطبَاء علم النَفس أنَ الطَفل في هذه المرحلة يكون في بداية الوعي بالحياة ومشاكلها أي يبدأ بمحاولة فهم بما يحدث حوله ولكَن شخصيَته تكون غير ناضجة بما فيه الكفاية لإتَخاذ القرارات المصيرية لذلك فإن أصعب موقف قد يتعرَض له الطَفل في هذه السَن هي أن يكون في موقف إختيار بين البقاء مع الأب أو الأم ، فالإختيار في هذه الحالة صعب لأنَه في مرحلة عمرية دقيقة ، يحتاج فيها إلى تواجد والديه دون إستثناء ، وهو أمر غالب ما يغيب عن الأم عند إتخاذ قرار الإنفصال النَهائي ، لذلك فإنَ أغلب أطبَاء علم النَفس يرون أنَ الطَلاق في هذه الحالة هو تصرَف أناني وغير عقلاني .
ففي سن 9 سنوات يجد الطَفل صعوبة في التعبير عن مشاعره  ، لذلك يلجأ إلى التَعبيرعن مشاعر الغضب من خلال السلوك العنفي تجاه الآخرين، فيفقد الطفل القدرة على التركيز في المدرسة ، لذلك نجد أنَ أغلب أطفال الطَلاق يعانون من الفشل الدراسي نتيجة الإضطرابات النفسية و البيئية التي يعيشونها .

ما بين 9 و 13 سنة: في هذه المرحلة قد يكون للطفل أصدقاء أو العكس أي أن يكون منعزلا و في إستقلالية تامَة عن والديه، وهنا لا نقصد الإستقلالية الإيجابية بل السَلبيَة، التي تجعل الطَفل بعيدا كل البعد عن أمَه وأبيه فيصنع عالما خاصا به، غالبا ما يكون مليء بأصحاب السَوء وأفعال التَمرد فكأنه يقوم بعملية محاكاة سلبية للبيئة السيَئة التي نشأ فيها .

ومن المخاطر التي يمكن أن تنجم عن الطلاق وتفكك الأسرة، أن يصبح الطفل مجرم جانح وهذا ما تؤكده أغلب الدراسات النفسية التي تبين أن 70٪ من المجرمين والجناة ينحدرون من عائلات مشتتة (أمَهات عازبات أو المطلقات أو الأسر التي تعيش في بيئة عنيفة كثيرة النزاعات والخلافات).

رغم كل الجهود المبذولة من أجل مساعدة أطفال الطلاق على تجاوز هذه المرحلة  للتعايش مع فكرة الطَلاق وتعدد الجمعيات التي تعمل لهذا الهدف إلاَ أنَه لا شيء يمكن أن يعوَض الطفل عن حنان والديه وما يقدمه له االإستقرار العائلي من توازن نفسي وإجتماعي كي يكون قادرا على بناء شخصيته و تعزيز الثقة بالنفس  وبمحيطه الخارجي .



    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق