لا يمكن للحياة أن تستقيم إلاَ إذا
كان الأمل والنَجاح موجودان ، فصحيح أنَك اليوم ، لتشتري منزلا جميلا أو سيَارة
فخمة يجب أن تكون في زمرة الأغنياء والأثرياء أو أن تمتلك مبلغا ماليا كبيرا لتحقق
ذلك ،ولكنَ النجاح الفعلي في الحياة يتطلَب الكثير من الذَكاء والحكمة ، فالفكرة
الإبداعية تخلق النجاح والثروة في حين أنَ الثَروة لا يمكن أن تصنع نجاحا و فكرة تدخلك ذاكرة التاريخ .
وهذه القاعدة تنطبق بشكل توأمي على
قصَة العبقري "ساندرز" مؤسس مطاعم كنتاكي الشهيرة ، فهذا الشخص الفريد
من نوعه واجهته صعوبات كثيرة قبل أن يحقق نجاحه وتتصدر صورته أغطية المطاعم وفضاءات
الترفيه ، ولد ساندرز سنة 1890 وهو إبن عائلة فقيرة جدا فوالده كان عاملا
بسيطا في منجم فحم وقد فارق الحياة في بدايات طفولة العبقري ساندرز الذي إضطر إلى
العيش يتيم الأب وهو في سن 6 سنوات ، فخرجت الأم الأرملة للعمل من أجل كسب قوت
أبنائها الصَغار الذين كانوا ضعفاء وغير قادرين على تحمَل المسؤولية معها ، فإضطر الطَفل ساندرز إلى تولَي مهام المنزل من خلال
لعب دور الأم والعناية بإخوته فكان مجبرا على تقديم يد العون لأمه والعناية بإخوته من خلال تحضير وجبات الطعام لهم وعندما إشتد عوده وتزوجت أمه وكان في سن 16 حينها إلتحق بالجيش ومارس عدة مهن وكسب العديد من الخبرات.
وعند بلوغه الأربعين كان يبيع قطع الدجاج المقلى للمسافرين فى
محطات القطار وقد إستطاع أن يعيش من هذا المشروع الصغير وتمكن من تحسين وضعه بفضل
هذه الفكرة الصغيرة التي إمتدت ل9سنوات طويلة إكتشف وأتقن فيها مختلف
الخلطات السرية للدجاج المقلى والتي أصبحت اليوم سر نجاح مطاعم كنتاكى
الشهيرة مع العلم أن هذه الخلطات تحتوي على 11 نوع من التوابل وفي سن ال45 لقَب
بكونتيل من قبل محافظ ولاية كنتاكى لمهارته الفائقة في صنع تتبيلة الدجاج المقلي .
والطريف
في الأمر أنَه وبعد فترة ركود صعبة إضطر فيها إلى البقاء في المنزل وأرهقته فيها
الديون التي إضطرته إلى بيع أثمن ما عنده ، راودته فكرة نشر مهاراته في الطبخ ونشر
تتبيلة الدجاج في أكبر مطاعم العالم وكان عمره حينها 65 سنة
فإقترح فكرته على جميع المطاعم وبعد مرور12 سنة من المثابرة والجهد أصبح
دجاج كنتاكي للكونونيل ساندرز يقدَم في 600 مطعم .
وعندما
بلغ 77 قرر بيع إستثماراته لمجموعة من المستثمرين لتشتريها شركة بيبسى
فيما بعد مقابل 840 ميلون دولار وعندما بلغ ساندرز ال90 ربيعا زار العجوز
الذي لا ييأس مجموعة كبيرة من مطاعم كنتاكي حول العالم لتطبع صورته الشهيرة
(العجوز أبيض الشعر )على أغلفة المطاعم والمحلات التي تبيع دجاج كنتاكي الشهير ،
لنرى اليوم أنَ فكرة صغيرة إخترعها طفل فقير تحوَلت إلى مشروع ضخم يتهافت عليه
كبار المستثمرين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق