الجمعة، 23 ديسمبر 2016

كيف تتكوَن شخصية الطَفل العنيف ؟




إنَ الطَفل العدواني شخصية لا تولد بالفطرة رغم أنَ الشَعور بالغضب عند الإستياء هو سلوك مقصود بهدف إشعار الآخرين أنَ الموقف أصبح غير محتمل، والطفل مهما إتَصف سلوكه بالعدوانيَة فإنَه يبقى بريئا وتلقائيا حتَى في غضبه لذلك يجب على الوالدين والأم على وجه الخصوص فهم الطَفل وإيجاد الطريقة المثاليَة للتعامل معه قبل أن يتحوَل هذا العدوان إلى الغضب المتفجَر الذي قد يصل إلى درجة إلحاق الأذى  بنفسه وبالآخرين.


كيف يعبَر الطَفل عن العدوانيَة؟

غالبا ما تظهر عدوانيَة الأطفال من خلال عصيان الأوامر أو عدم الإلتزام ببعض القواعد التي تفرضها الأم في المنزل ، فيميل خاصَة إلى صب غضبه وعدوانه على الممتلكات ككسر الأشياء المنزلية وإتلاف الألعاب ولكن رغم ذلك هناك فئة من الخبراء وعلماء انفس السلوكي الخاص بالأطفال يرون أنَ وجود العدوان البسيط خلال مرحلة الطفولة والمراهقة دليل على النشاط والحيوية، وأنَ الطفل أو المراهق الذي يميل إلى العنف في هذه المراحل غالبا ما يتحوَل من طفل مشاكس وعنيف إلى طفل هادئ ومسالم أي يبدأ السلوك العدواني في التضاؤل والانطفاء كلما كبر الطفل أو المراهق خاصَة إذا ما توفَرت الرعاية المطلوبة والمعاملة الحكيمة من قبل الوالدين وهو ما من شأنه أن يكتسب الطَفل الثقة في قدراته العضلية و العقلية فيبدأ بالتَفكير بإيجابيَة ويصبح فردا فاعلا في المجتمع .



ويصنَف علم النَفس عدوان الطَفل إلى نوعين:

-العدوان لغريزي : وهو الذي يتطلب الترويض السريع وهي إنفعالات مرتبطة بميولات ورغبات ذاتية للطفل ناتجة عن الأنماط السلوكية والبيئية التي يولد فيها الطفل وهو ما يتماشى مع نظرية العالم ” لورنز” الذي يرى" أنَ العدوان غريزة قتالية يحملها كل من ا الإنسان والحيوان، وتتجه ضد أفراد النوع ذاته".
في حين يبين لنا “فرويد "أن العنف أمر حتمي وأن الطفل شريرا بطبعه، و لا يستطيع ان يكون خيَرا إلاَ إذا تخلَص من ميولاته الشَرَيرة وأصبح إجتماعيا ومنفتحا على العالم الخارجي .


-العدوان السَلوكي المكتسب: ومن خلال هذه الزَاوية يرى العديد من العلماء أنَ العنف الذي قد يظهر على سلوك الطَفل هو سلوك يقع إكتسابه بالتعلم ، وهذا ما تثبته لنا أغلب الدَراسات التي أجريت على مجموعة من الأطفال الذين تغلب على سلوكهم مظاهر العنف والبغضاء فتبيَن أنَ أغلب هؤلاء الأطفال يعيشون مشاكل أسرية (أطفال الطَلاق ، فقدان السند ، فقدان أحد الوالدين ، العيش داخل جو سلبي مليئ بالمشاحنات والعنف اللفظي والجسدي ...إلخ ).

إنَ المشاكل العائليَة وفقدان الطَفل للإحساس بالأمان و الشعور بالإحتياج ونقص الحنان تحدث إحباطا كبيرا وإضطرابات نفسية تظهر على مستوى التَصرفات السلوكية العنيفة للطفل سواء تجاه نفسه أو وتجاه الآخرين ،وتعد أفضل طريقة لوضع حد للسلوك العدواني عند الطفل هو تحسين العلاقة الأسرية والتقرب من الطفل بأسلوب لين بعيدا عن أي مظهر من مظاهر العنف، وتجنب المشاحنات والشجارات العنيفة أمام الأطفال وخاصَة العزوف على إستعمال الضَرب والعنف لمعاقبة الطفل العنيف لأنَ هذا التَصرف من شأنه أن يزيد شخصية الطفل عدوانية، حقدا وأحيانا تظهر سلوكيات إنتقاميَة جرَاء الشَعول بالرفض والمهانة بسبب طريقة العقاب السيَئة والخاطئة التي يعتمدها بعض الآباء مع أبنائهم أحيانا.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق