الثلاثاء، 22 مايو 2018

هل العيش ببشرة داكنة أشبه بالعيش في الجحيم؟


العالم كبير، كبير جدا...مليء بالأفكار والمواقف واللحظات والمشاعر، كبير بالفرح والحزن والعجز والنجاح والمحاولة وكل المفردات المرادفة والمتناقضة...العالم مليء بمن يعيش كل ما ذكرناه...بالإنسان.




أكثر من 6 مليارات نسمة يتقاسمون نفس الهواء والشمس والليل والنجوم على هذه الكرة الأرضية، أكثر من 6 مليارات نسمة باختلاف لغتهم وأجناسهم وأعمارهم ودياناتهم يعيشون ويتقاسمون الرغيف يوميا...

كيف لنا ألا نقبل الاختلاف وألاّ نتسامح مع الآخر وألا نمد يد المساعدة لبعضنا البعض ما دام كل شخص يحمل من الداخل روحا تميّزه عن البقيّة؟

خاطئ من يعتقد أنه قد تم القضاء على التمييز العرقي وأن العالم يعيش الآن حالة من السلم والتسامح، خاطئ من يفكّر ولو لوهلة أننا شعب متسامح.

ان المجتمعات العربية كالأوروبية لازلت إلى حدود هذه اللحظة تحارب من أجل تغيير الأفكار والمواقف العنصريّة التي عزّزت الإحساس بالنقمة والحقد في صفوف أغلب "الأقليات" ان صحّ القول.

ويعيش السود منذ العقود الماضية عنفا وتجاهلا لا مثيل له في كافة المجالات، أين نلاحظ غيابا شبه تام لهم سواء في مناصب أخذ القرار على الصعيد السياسي وفي التلفزة والمنابر الإعلامية أو كذلك في الحياة الاجتماعية.

 وقد سعت العديد من المنظمات والجمعيات إلى محاربة هذا الفكر المتعصّب وترسيخ حقوق الانسان والوعي بضرورة احترام كل الأفراد مهما كانت أفكارهم ومواقفهم.

وتمارس المجتمعات العربية تحديدا كل أنواع العنصرية ابتداء من الأمثال الشعبية وصولا إلى العادات والتقاليد البالية، حيث أصبح لون البشرة وملمس الشعر وملامح الوجه تحدّد الانسان الجميل والشريف من السيء والذي لا يجوز معاشرته.

ويصنّف الشعر المجعّد والأنف الكبير والواسع والبشرة الداكنة خارج خانة الجمال والفتنة التي حدّدت المجتمعات معاييرها باحكام كبير لا تتماشى الا مع البيض فقط، الأمر الذي جعل فئة كبيرة من السود يلجؤون إلى طب وجراحة التجميل للتحسين من ملامحهم، ومن أكثر العمليات رواجا هي عملية تجميل الأنف العرقي التي تمنح شعورا بالثقة أمام هرسلة واقصاء المجتمع لهذه الفئة. 

وقد حدّدت على سبيل المثال كلمات كـ "زرقة" و "كحلوش" في المجتمع التونسي للسخرية على الأشخاص وللإحالة على البشاعة والقبح، وهي عبارات لا تستهدف الا السود.

ان التمييز على أساس اللون والعرق لا يزال متواصلا في مجتمعات تؤمن بأن الاختلاف نقمة وبأن الدفاع عن حقوق الانسان والكفاح من أجل العيش في سلام ممنوع ومحرّم... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق