الاثنين، 14 مايو 2018

فرصة أخرى للحياة: حاربوا ولا تفوّتوا اللحظات الجميلة



"الموت مكنسة الله" ولا شيء أعظم من ألم يخلّفه موت من نحب...لحظة بإمكانها أن تغيّر نظرتنا للحياة.


كيف لنا أن نتحمّل هذا العبء الثقيل؟ كيف نشاهد سقوط من نحب دون أن نملك قدرة خارقة لإنقاذه؟

نحن لا نتقبّل فكرة الموت، كما لا نتقبّل الوجع، ربّما لأنه من التجارب الغامضة التي سنخوضها بمفردنا...ربما لأنه الوجه المظلم للحياة، الوجه المخيف الذي نسعى لمحاربته بشتى الطرق الممكنة كالفن والكتابة والطب...

وكما يقول محمود درويش "ان أسباب الوفاة كثيرة من بينها وجع الحياة"...وفي تقديري المرض هو وجع الحياة الدائم، فالصحة من أهم النعم التي جاد بها الله علينا.

والحياة وان تقسو علينا أحيانا فهي تهبنا فسحة من الأمل كالنور الذي يشعّ من ثقب صغير وكالياسمين الذي ينبت فوق الخراب...فكم من شخص ألمّ به المرض ودقّ الموت بابه ولكّنه حارب وواجه اليأس بالدواء ليعود إلى أحضان الحياة، وكم من شخص أرهقه السرطان ولكنّ طوق النجاة أنقذه.

السرطان، هذا المرض اللعين الذي يفتكّ بأجسادنا وجمالنا، المرض الذي لا يجب أن نخضع له وأن نواجهه بكلّ الطرق الممكنة.

وتعتبر جراحة الأورام السرطانية العدوّ اللدود لهذا المرض، فبفضل التقنيات المتاحة والتطوّر الملحوظ الذي شهده المجال الطبي، أصبح بإمكاننا التغلّب عليه والتخلّص منه نهائيا.

ولم يتمكّن الأطباء والعلماء إلى حدّ الآن من تحديد الأسباب الدقيقة التي تؤدي إلى السرطان ولكنهم أجمعوا على أن التلوّث والتدخين والمواد المسرطنة التي تستعمل في الأكل، هي من أهم العوامل التي تزيد من نسبة تعرّض الأشخاص لهذا الداء.

كما يعدّ العامل الوراثي أهم سبب للسرطان خاصة إذا أصيب به أفراد من نفس العائلة لذلك ينصح الأطباء بإجراء فحوصات مبكرّة لتفادي هذا الخطر.

وتشير الأرقام التي نشرتها منظمة الصحة العالمية إلى أن السرطان يحصد سنوياً أرواح 8.8 مليون شخص، ومعظمهم من بلدان منخفضة الدخل وأخرى متوسطة الدخل.

كما توضّح التقديرات في عام 2010 إلى أن التكاليف الإجمالية الاقتصادية المُتكبدة سنويا عن الإنفاق على السرطان في مجال الرعاية الصحية وخسران الإنتاجية بلغت 1.6 تريليون دولار أمريكي.

وان كان العلاج لمثل هذه الأمراض القاسية متوفرا فلا بدّ أن نواجهه بكلّ أسلحتنا وأن نحاربه حتى الرمق الأخير لأن الحياة لا تؤجّل واللحظات السعيدة أجمل من أن نتركها ونرحل...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق