الجمعة، 11 مايو 2018

أزمة الجسد في العالم العربي: بين رغبة الرجل في مؤخّرة كبيرة وحلم المرأة بقضيب أكبر


"الجنس لا يقلّ أهميّة عن الأكل والشرب" بادرت إلى ذهني هذه الجملة وأنا بصدد كتابة الكلمات الأولى...



وأعتقد أن الجنس ما هو الا نتاج رغبة استبطنت عقولنا وأجسامنا...رغبة حُددت ملامحها منذ القدم ووضعت لها شروط صارمة ومعاير محددة يحرم تجاوزها.


 ولأن كل ممنوع مرغوب وقعت المجتمعات العربية والمسلمة في فخ ما سميّ بالفضيلة والرذيلة و"الحلال" والحرام" كما وقع النبي آدم وحواء في رغبة جامحة لامتلاك ما حرّم عليهما...قيل إنها شجرة تفّاح.

وتتميّز أغلب المجتمعات بثقافتها الذكورية البطريكية التي يهيمن فيها الرجل على المرأة وعلى كلّ ما من شأنه أن يرتبط ارتباطا وثيقا بسلطة معيّنة.

وتلعب التنشئة الاجتماعية دورا هاما في تحديد المهام التي يضطلع بها كلّ جنس، فسجنت المرأة في خانة ضيقة حيث لا همّ لها الا تحقيق رغبات زوجها واملاءات مجتمع متشدّد لا يرى منها الا جسدا يحمل غرائز محرّمة ونجاسة تتمحور في دم الحيض تدنّس الرجل الذي يعتبر خليفة الله على هذه الأرض.

وتتمثّل التنشئة الاجتماعية في ترسيخ القيم والعادات المتوارثة منذ ولادة الذكر أو الأنثى...

فتعزّز العائلة الإحساس بالسلطة والفخر للذكر عبر تعليمه ألعاب القوى والعنف والتباهي بعضوه الذكري كقيام العائلات المسلمة بسهرات واحتفالات الختان والتحكم في شقيقته التي تنشئ على فكرة الخضوع والخجل من فرجها الذي يعتبر عورة وعارا على العائلة ناهيك عن تلبية كل ما يطلب منها وتهيئتها بألعاب تتمحور أغلبها حول فكرة الأمومة التي ستطبقها بعد البلوغ.

ومن أهم مواصفات المرأة والرجل التي امتدت جذورها في كل أصقاع العالم هي مدى أنوثة المرأة وفحولة الرجل.

هذه المواصفات لا تكتمل الا بجسد يثير الغرائز ويحرّك الشهوات... جسد امرأة بثدي مشدود وكبير ومؤخّرة مثيرة...جسد رجل وجب عليه الفوز في هذه الحرب وإخضاع المرأة لتكون تحت سيطرته.

وطريقة الهيمنة لا تتم الا عبر قضيب يجب أن يتباهى به الرجل أمام عشيقته أو زوجته التي لن ترضى بالقليل.
وساهم اكتساح الأفلام البرنوغرافية في العالم العربي تعزيز هذه المعاير الجمالية والمواصفات الصارمة من خلال عرض أجساد تكاد تكون مثالية.

لذلك يصبح حلم الرجل في مضاجعة مؤخّرة امرأة كبيرة كممثّلة الأفلام الجنسية وحلم المرأة في الفوز بقضيب مصقول وكبير الحجم هوسا يغزو تفكير كلى الطرفين.

ورغم أن هذه المواصفات لا دخل لها في بلوغ النشوة أثناء الجماع الا أن عددا كبيرا من الأشخاص يدخلون غمار الجراحة التجميلية لإجراء جراحة تكبير المؤخّرة وتكبير الثدي ناهيك عن عمليّة تطويل وتضخيم القضيب.

لقد احتل الجسد أهميّة كبرى ليصبح في هذا العصر أكثر من مجرّد وعاء حامل لأفكار وأرواح وتجارب يمررها الفرد من جيل إلى آخر...لذلك تذكّروا دائما مقولة المفكّر بروتاغوس "إن الإنسان هو معيار كل شيء..."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق