الثلاثاء، 15 مايو 2018

مجتمعات تفكّر بنصفها الأسفل: شرف محصور بين فخذي المرأة وبين أيادي الأطبّاء



الحر، الكس، السكوتي، الواسع، أبو جبهة، أبو شفرين، العص... أسماء لا تحصى ترمز إلى فرج المرأة نظرا لأهميّته وللمكانة التي احتلّها على امتداد تاريخ العرب.




وقد عزّزت الديانة الإسلامية فرج المرأة بآيات قرآنية وأحاديث نبوية تنبّه بضرورة المحافظة على هذه "العورة" وصونها إلى حدود يوم الزفاف...يوم يفتكّ فيه الزوج غشاء بكارة زوجته وسط تهليل وفرح العائلة بوصول ابنتها عفيفة شريفة إلى عشّ الزوجيّة.

"نقطة دم" على منديل أبيض...بإمكانها أن تحدد مصير فتاة حكم عليها بحياة تسير وفق تعليمات مجتمع بأكمله جنّد لمحاربتها باعتبارها "ناقصة عقل ودين".

"نقطة دم" بإمكانها أن تقتل فتاة قرّرت عدم الخضوع لمجتمع يفكّر بعضوه الذكري والدخول في غمار تجربة تعيد لها جسدها الذي أنهكته أعين الحرّاس.

الجنس أو كما أسميّه "الغول الذي تخاف منه الفتاة قبل الزواج" يجعلها رهينة لعادات وتقاليد بائسة وضعتها الأجيال للحدّ من رغبات المرأة وحبس جسدها في مربّع العورة والشهوات المحرّمة التي يزينها الشيطان للرجال.

وقد اعتبر علماء الاجتماع أن فكرة المحافظة على "غشاء البكارة" وضعت لتقييد حريّة المرأة من قبل المجتمعات الذكورية التي يهيمن فيها الرجل، حيث سمحت له بالخطيئة بتعلّة أنه "رجل" على عكس المرأة التي تواجه الموت ان فكّرت حتى في مضاجعة جسدها سرا.

لم يُرضّخ الرجل، الدين والمجتمع فقط للتحكّم في المتعة والحدّ من حريّة المرأة، بل انطوت المؤسسة القانونية تحت هذا الفكر الأبوي من خلال ادراج قوانين تجبر الضحية على الزواج من مغتصبها لإنهاء ما سميّ بـ "العار" الذي لطّخت به شرف العائلة، ناهيك عن اعفاء المجرم من العقاب في العديد من الدول العربية.

هكذا تكون الفضيلة في مجتمعات شرفها محصور بين فخذي امرأة لا يرى منها الا فرجها، هكذا تكون الفضيلة عندما تهرب الفتاة بجسدها قبل انكشاف "الفضيحة" إلى الطبيب لإجراء عمليّة إعادة غشاء البكّارة " للمحافظة على عفّتها ومكانة عائلتها.

هذا الحلّ السحري الذي لا يكلّف الا 20 دقيقة في عيادة طبيب مختصّ، بات الخلاص الوحيد الذي يضمن للمرأة المقبلة على الزواج التمتع بليلة هادئة مع زوجها وسط زغاريد مدجّجة بالنفاق الاجتماعي ودعوات النسوة بقضاء ليلة مميّزة مع رجل لا تكتمل فحولته الا بافتضاض غشاء البكارة سواء بإصبعه أو بقضيبه أو باستعانة الحبة الزرقاء...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق