الثلاثاء، 22 نوفمبر 2016

"الدَردشة الإلكترونية " وراء إرتفاع نسبة الطَلاق والمرأة في قفص الإتهام











عرفت حياتنا الاجتماعية والخاصة وحتَى العمليَة في السنوات الأخيرة إجتياحا علميَا وتكنولوجيَا أثَر بشكل كبير على طبيعة علاقاتنا الإنسانية، ولكنَ الأمر إزداد خطورة  عندما إخترق شبح الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بيوتنا ليطال العلاقات الزَوجيَة إلى درجت جعلت نسبة كبيرة منها تنتهي بالطَلاق. 
حيث إرتفعت نسبة الطَلاق في السَنوات الأخيرة بشكل كبير إلى درجة أنَهاا أصبحت موضوع أغلب البحوث والدَراسات الاجتماعية لخبراء علم النفس والإجتماع ، الذين أردوا الكشف عن أداة الوصل التي تجمع بين ارتفاع نسبة الطلاق والإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي أو ما يطلق عليها بمواقع الدَردشة الإلكترونية  (التشات ، واتس آب ، فيس بوك وسكايب) ....إلخ وغيرها من الفضاءات الإفتراضية التي يستعملها العديد من الأشخاص لبناء علاقات وصداقات من مختلف أنحاء العالم .

 ولكن الملفت للإنتباه أنَ أغلب هذه البحوث أفضت إلى كون هذه المواقع تقف وراء قضايا  الخيانات الزوجيَة والطلاق ،وأنَ نسبة الطلاق بسبب مثل هذه الحالات(الخيانة الإلكترونيَة )  في دولنا العربية قدَرت بـ 33% خلال الثلاث سنوات الأخيرة وهي نسبة تستحق الوقوف أمام حيثياتها وأسبابها .





الأسباب الرَئيسيَة للخيانة الإلكترونيَة


بيَنت أغلب البحوث في هذا الصَدد أنَ الإدمان لا يطال المخدَرات فقط بل من شأنه أن يشمل الأنترنت أيضا (الإدمان على  الدردشة الالكترونية ، الإدمان على المواقع الإباحية)  وغيرها من الممارسات التي تقف  وراءها مجموعة  من الأسباب الإجتماعية والنفسية  كشعور الزَوج بالإهمال من قبل زوجته أو عدم إهتمامها بأنوثتها وبمظهرها ، فيلجأ الرَجل إلى البحث عن بديل إفتراضي يلبَي له إحتياجاته الغريزية والعاطفية حتَى وإن لم تكن على أرض الواقع ، والعكس صحيح بالنسبة للمرأة أيضا التي قد تجد وضعا إنفلاتيَا جرَاء غياب الزَوج المتواصل وشعورها بالوحدة و الإنعزال ، مع العلم أنَ نساء كثيرات يبرَرن الخيانة الإلكترونية بإهمال الزوج وهجره المتواصل لبيت الزَوجية ، هذا التَبرير قابله الرَجال بإلقاء كامل المسؤوليَة على المرأة متهمينها بالإهمال والسطحية .
في نفس السَياق تؤكد عالمة اجتماع أردنية أنَ الخيانة الإلكترونيَة لا تنجر عن الإهمال فقط فقد تكون بسبب غياب التَوافق الاجتماعي والعاطفي والرَوحي والفكري أيضا وهذه الحالة نجدها خاصَة في زواج الأقارب والزَواج التَقليدي (غياب الإختيار الذَاتي للشريك) كأن يتزوج الرجل بإمرأة إرضاءا لأمَه وقلبه معلَق بأخرى والنَتيجة، قد يبقى على علاقة بحبيبته السابقة عن طريق هذه الوسائل، ومع مرور الزمن  تنكشف هذه العلاقة التي قد تتسبب بإنهيار العلاقة الزَوجيَة .

لذلك فإنَ أغلب خبراء علم الاجتماع وعلم النَفس يؤكدون على ضرورة التدقيق في عملية إختيار الشَريك المناسب فكريا وإجتماعيا وحتَى عمريَا لأنَ فارق السن قد يلعب دورا أساسيا لحدوث عدم التوافق، كما ينصحون بضرورة فهم شخصية كل طرف للآخر لمعرفة ما يريده الزوج أو الزوجة من الآخر كي لا يلجأ أحد الطرفان إلى بناء علاقات إفتراضية على شبكة الانترنت او عبر وسائل التواصل الاجتماعي بحثا عن الراحة النفسية التي يفتقدها عند شريكه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق