الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016

قريبا طبيب في كل بيت !







من منَا لم يصادف أن مرض وقام بزيارة الطبيب لتلقي العلاج المناسب لحالته! فجميعنا نعيش هذه التَجربة بإستمرار فالمرض واقع يولد وينتهي مع الإنسان ، ورغم تعدد الأمراض التي كانت سببا في إنهاء حياة آلاف الأشخاص على مر العصور إلاَ أنَ الطبَ بقي يطوَر نفسه إلى أن وجد تقريبا لكل مرض دواء حتَى الأمراض المستعصية وأكثرها فتكا بالإنسان (السَرطان) إستطاع الإنسان أن يهزمه في حالات كثيرة ولكن جميع هذه الإنتصارات تستدعي الذَهاب إلى أطباء مختصين في الأمراض المحددة لتلقي العلاج المناسب فهل من الممكن اليوم أن نعالج أنفسنا دون زيارة عيادة الطبيب أو المستشفى ؟ يبدو أنَ الإجابة  بنعم  عن هذا السَؤال أصبحت ممكنة اليوم فكيف ذلك؟ 

 هل تتصوَرون درجة التَطور الطبَي والتكنولوجي التي توصَل إليها العالم الحديث اليوم؟ ففي الولايات المتَحدة الأمريكيَة إكتشفت تقنيات حديثة في مجال الصحَة تشمل أغلب المدن الأمريكية تقوم على نظام الرعاية الصحية الأولية، والذي يتكون من شبكة كاملة من  أطباء الأسرة والعيادات المتخصصين في عدَة شعب طبيَة، تمكن المريض أن يلج إليها عبر الأنترنت دون أن يضطر إلى التَنقل لزيارة الطَبيب لحل المشكلات الصحية.

  خدمات طبيَة عن بعد

 تقوم هذه الخدمات على تقديم المتابعة الدورية للمرضى خاصَة الذين يعانون من الأمراض  المزمنة كالسكري والربو، أمراض القلب ،  والذين في حاجة دائمة  إلى فحص دوري  وغير إستشفائي في نفس الوقت ،فبفضل إنتشار هذه التَقنية في إسبانيا إنخفضت نسبة زيارة أطباء الرعاية الصحية الأولية بما يقارب  15% وذلك في المناطق التي تغطيها خدمة الوصفات الطبية الإلكترونية ، فهذه الخدمات تحقق فائدة مزدوجة للمريض وهي العلاج والرَاحة  في نفس الوقت فهي تتيح للطبيب أن يتابع الحالة المرضيَة عن بعد، فلا يكون المريض مجبرا على التنقَل لمسافات بعيدة مما سيزيد من إرهاقه وإجهاده وبفضل هذه الخدمة ليس على المريض سوى الذَهاب مباشرة إلى الصيدلية لشراء الدَواء عوضا عن زيارة الطبيب (توفير الوقت والمال ).



ماهي أحدث التقنيات؟
ولتحقيق الأهداف المحدَدة قامت شركة Everis الإسبانية بتطوير برمجيات تشمل مجموعة شاملة وكاملة من الأمراض كبرنامج إيفريس لمرضى السَكري والقلب  ، الرَئة والشَرايين فتقع الإستشارات الطبيَة من خلال تطبيقات ذكيَة يقع تحميلها على الهواتف واللوحات الرَقميَة الحديثة ، فتجرى الفحوصات والتشخيصات بعد تلقي البيانات الخاصَة بكلَ حالة (معلومات عن السن ، الوزن ، الأعراض ، ........) .
حيث تحتوي التطبيقات على تقنيات إستشعار ذكيَة  تقوم بتقييم نتائجهم الصحية، وحسب هذه التقييمات والبيانات ، يوصف العلاج والدَواء ولقد إستطاعت مجموعة من الدول المتقدَمة كالولايات المتَحدة الأمريكيَة وإسبانيا من تحقيق نجاح ساحق  ساعد على توفير الإكتفاء الذاتي لكل فرد وتوفير تكاليف العلاج الصَحي  ،وأفضل مثال على ذلك ما حققته  إسبانيا في هذا المجال حيث قامت بضمان نسبة توفير بلغت   40% في ميزانية الرعاية الصحية للأمراض المزمنة، سنة2011 وهو إنجاز من شأنه أن يساهم في دعم الميزانية المخصصة لتطوير المزيد من التَقنيات الطبية والتَكنولوجية لخدمة المجال الصحي .

ولكن يبقى الإنجاز الأعظم ما قامت به شركة "جي ام في" GMVعندما وضعت برنامجا كاملا للعلاج عن بعد بالمناطق الريفية النائية، من خلال إستعمال تقنية التحدث ( التشات) المباشر بين المريض والطبيب عن طريق كاميرا خاصَة توضع للغرض وهي في غاية الدقَة والتَطور مع برمجة نظام موحَد يضمن  تبادل وتشارك البيانات عبر مختلف أجهزة الإتصال و يعد هذا المشروع الأكثر حداثة وذكاء اليوم عند أغلب الشركات الهندسية التي تعمل في مجال الطبَ و الرَعاية الصحية ، إلى درجة أنَ هذه الخدمات أصبحت تشمل خدمة وحدات العناية المركزة ، وكأنَ هذه الإنجازات ظهرت لتقول للبشرية أنَه قريبا سيكون هناك طبيب في كل بيت  وهو أمر طريف ومريح في نفس الوقت.
















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق