يجري بأقسى ما أوتي من قوَة ولكنَه يسقط فيلحقون به يضربونه بقسوة إلى درجة يفقد فيها الألم نفسه إحساسه بالألم من قسوة ما يشعر به هذا الطفَل الروهينجي المسلم المسكين ، ثمَ يأتي دور السكاكين والسيوف التي تبدأ بتقطيعه بكل برودة دم وحيوانيَة لتفيض روحه إلى الخالق الرحيم الذي وعده في كتابه الكريم أن لا حزن ولا خوف في الجنَة ، هو واقع ومشهد يعيشه يوميَا ، كل دقيقة وفي كل لحظة شعب الأمَة المسلمة المعروفة بالروهينجا في ميانمار ببورما التي تخضع إلى جبروت الشعب البوذي الذي يبطش ويقتل الأقليَة المسلمة تحت حماية و مساعدة العسكر ،ولكن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم إلى متى يتواصل هذا الصَمت الدولي أمام هذه المجازر المؤلمة و10 %من السكان المسلمين في هذه المنطقة يتعرَضون للإبادة والتَشريد أمام مرأى ومسمع العالم بأسره ؟
بدأت قصَة جراحات ومعاناة المسلمين في بورما (الروهينجيا) عندما إحتلت أراكان من قبل ملك بوذي يسمى بوداباي الذي سعى إلى ضمَ إقليم ميانمار خوفا من إنتشار الدين الإسلامي بها رغمَ أنَ الطَائفة المسلمة ببورما اليوم لا تتجاوز ال10بالمائة وبعدها قامت بإحتلالها بريطانيا التي جعلتها فيما بعد مستعمرة مستقلَة عنها ورغم صعوبة التَعايش مع البوذيين واللإستعمار إلاَ أنَ المسلمين صمدوا ببورما صمودا يقف له التَاريخ إحتراما .
ورغم مرور السنوات ومنح بريطانيا الإستقلال لميانمار إلاَ أنَ الاحتلال بقي بطريقة غير مباشرة من خلال تحريض البوذيين ضد المسلمين ودعمهم بشتى الأساليب خاصَة بعد أن تأكَدت بريطانيا بجدية تشبَث مسلمي بورما بدينهم فكانت تدعم العصابات البوذية بمختلف شرائها بالأسلحة والذخائر ومختلف الأساليب المتوفَرة للقضاء عليهم وإبادتهم جميعا ومنذ ذلك الوقت تتالت المجازر والمذابح المقترفة في حق المسلمين ببورما ورغم تنوَع وتعدد الحكايات والروايات حول الأسباب التي تقف وراء هذا الإقتتال إلاَ أنَ الحقيقة الواضحة هي تخوَف البوذيين و أذيال الإستعمال من إنتشار الدين الإسلامي في بورما كما هو الحال في ماليزيا ، باكستان وأفغانستان وغيرها من المناطق التي طالها فجر الإسلام المتسامح ونور الهداية إليه ، خاصَة وأنَ بورما هي إحدى دول شرق آسيا وتمتد على خليج البنغال.
خوف عبدة الديانة البوذية من إنتشار دين التوحيد (الإسلام ) جعلهم يمارسون على المسلمين أبشع الجرائم و الممارسات ورغم مرور زمن طويل على بداية أوَل مجزرة ضد الروهينجيا إلاَ أنَ مأساتهم لم تنتهي بعد ولم تتغير أحوال المسلمين في بورما خاصَة بعد الانتخابات التي حصلت في نوفمبر من سنة 2010 التي عززت أهداف المخطط البوذي وهو إخراج المسلمين من أراكان ومن بورما بشكل عام وللأسف وكنتيجة لما يمارسه العالم الدولي والإسلامي خاصة من صمت جبان تجاه هذه المأساة نجحت هذه الممارسات في تهجير ما يقارب 3ـ 4 مليون مسلم حتى الآن و خلَفت المئات والآلاف من القتلى والضحايا أغلبهم أطفال ،نساء وشيوخ فإلى متى ستتواصل مأساة هذه المنطقة ؟ إلى متى ستبقى بورما تنزف ألما وتتقطَع ظلما والعالم يشاهد ويسمع دون حراك إلى متى؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق