نحيب وعويل في كلَ مكان ، صراخ و بكاء ، كر وفر ، ولكن إلى أين المفر فلا دليل عن حياته ولا أثر لمماته هذا ما عاشه و لايزال يعيشونه أهالي المفقودين والغارقين في حادثة إغراق مركب الحراَقة في المياه الباردة الإقليميَة المحليَة على يد خافرة سواحل جيشنا التونسي الذي لا يزال وإلى حدَ هذه الساعة ينكر واقعة الإغراق ويدَعي إصطدامه بالقارب دون عمَدَ، مأساة خلَفت وراءها أمَهات ثكالى ومدينة منكوبة وعشرات المفقودين و الذين لا تزال جثثهم المليئة بالأحلام والأماني البريئةضائعة في أعماق البحار التي طالتها يد الغدر التي لا تمت إلى الوطنيَة والإنسانيَة بأية صلة ، وعائلات مفجوعة في أبنائها تنتظر سماع خبر مفرح أو محزن من الجهات الرسمية.
جدَت هذه الحادثة عندما خرج الأحد الماضي ما يقارب 100 مهاجرابطريقة "غير شرعيّة على متن قارب بسيط هربا من الأوضاع المعيشيَة التي طغت عليها الطبقية والتفرقة الاجتماعية ومختلف المشاكل التنموية والإقتصاديَة التي باتت تعاني منها أغلب الفئات المهمشَة في تونس، شباب سبح لسنوات طويلة في أعماق بحار الوعود الوهميَة التي قدَمتها الهياكل الحاكمة التي تداولت على السلطة بعد أحداث ثورة الياسمين فقرر هؤلاء محاولة تضميد الجراحات في الغربة والسباحة في أعماق البحار الإقليميَة بحثا عن حياة أفضل في إيطاليا.
شهود عيَان "خافرة الجيش تعمَدت إغراق قارب الحراقة "
بعد إقترافها للجرم المشهود لم يكن يتوقَع أفراد خافرة سواحل الجيش التونسي التي تعمَدت صدم القارب الذي كان يقلّ نحو 100 مهاجرابطريقة "غير شرعيّة"،(وفق ما أكد ذلك شهود عيان) إمكانية وجود ناجين من هذه المجزرة ، ولحكمة لا يعلمهاإلاالله نجى عدد من الأشخاص الذين كانوا في القارب ووفق ما ورد على لسان أحد الناجين من هذا الحادث الأليم فالحقيقة مخالفة تماما للرواية المزعومة من قبل الأفراد الذين كانوا في الخافرة التابعة للجيش التونسي وحتَى ما ذكر على لسان المسؤولين في وزارة الدَفاع فالشهود الذين كتب لهم عمر جديد بعد هذه الحادثة أكَدوا أنَها كانت عمليَة متعمَدة وليس إصطداما فجائيَا كما ذكر جيش السواحل وأضافوا بأنَ الباخرة لحقت بالقارب قبل وصولهم إلى إيطاليا وقامت بمطاردتهم لمدة ساعتين ثم إعتدت عليهم بالماء من أجل شل حركتهم ثم قاموا بإغراق المركب من خلال توجيه صدمة عنيفة بهدف إغراقه وإزهاق أرواح الحراقة 8 تأكدَت وفاتهم و38 تمَ إنقاذهم أمَا البقيَة وهم الأغلبيَة لم يقع إنتشال جثثهم إلى حدَ الآن ولا أحد يعلم مصيرهم إلاَ عالم الغيب والشَهادة .
والغريب أنَ روايات الشهود العيان تتعارض مع تصريحات وزارة الدَفاع التي تصر وبإستماتة غريبة على تمرير حادثة الإغراق على أساس مجرَد تصادم غير مفتعل إلا أنَ الأدلَة والشهود أثبت عكس ذلك خاصَة بعد ما تمَ تداوله عبر صفحات التَواصل الاجتماعي من فيديوهات ونشر صور لعدد من المفقودين إضافة إلى عدد من التَغريدات والتدوينات المنددَة بما إرتكبه جيش السواحل التونسي ودعوا إلى كشف الحقيقة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الكارثة التي هزّت المواطن التونسي وخلَفت الكثير من الحسرة واللوعة في قلوب أهالي المفقودين .
ملاحظة : هذه الحادثة وثقتها الشهادات الحية للناجين من بينهم الشاب خالد غناينية وهو أحد الناجين من حادث اصطدام خافرة للجيش الوطني بمركب مهاجرين، الذي أكَد أنَ ضحايا عمليَة الإغراق يتجاوز العدد المذكور من قبل وزارة الدفاع التي قالت بأنهم 8 مع العلم لا يزال البحث عن المفقودين جاريا في إنتظار مستجدات حول مصيرهم خاصَة وأنَ جميع النَاجين الذين كانون على متن المركب أكَدوا أنَ عددهم كان يفوق الـ90 مهاجرا أي حوالي ال100 رحم الله أبناء تونس المغدورين وألهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان وأعاد الأحياء منهم إلى ذويهم :(
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق