هي ظاهرة يمتدَ ضررها إلى الفرد والمجتمع في نفس الوقت غالبا ما تكون نتائجها وخيمة إنَها معضلة الإدمان التي أصبحت اليوم مشكلا شائعا في مجتمعاتنا العربيَة بعد أن كانت حكرا ومتفشية بالعالم الغربي فقط، أصبح لنا نصيب في هذه المأساة التي حطَمت عائلات ودفنت شباب في عمر الزهور فما هو الإدمان ؟ وكيف يمكن الوقاية والتصدي له ؟ وهل يمكن الشَفاء التام من هذه الآفة؟
تعريف الإدمان
الإدمان عموما هو إتَباع سلوك أو تعاطي شيء بشكل مفرط وخارج عن الطبيعي وغالبا ما تكون هذه العادة او السلوك سيء ومضر بالصحَة أمَا الإدمان طبيَا فهو سوء إستخدام المادَة المخدَرة إلى درجة التعوَد المفرط عليها فيصبح الجسم رهين هذه المادَة فتتعطَل جميع القدرات الأخرى وتضطرب بشكل واضح (التَفكير السليم ، التوازن الفكري ، الوعي ، السلوك السوي ...) فجميع المفاهيم تختلط عند الشَخص المدمن الذي يصبح أسير المخدَرات وغير قادر على عيش حياة متوازنة ومستقرَة.
وغالبا ما يظنَ المدمن أنَ المادة المخدرة تساعده على الهروب من واقع مرير وخلق حالة مزاجية تذهب بالمتعاطي بعيداً عن الواقع الإجتماعي الذي يراه هو غير محتمل ومكدر فيهيئ له أنَ التعاطي يمكن أن يخرجه من وضعه السيء في حين أنَ ما يحدث هو العكس تماما لأنَ إدمان المخدرات يدخل المتعاطي دوَامة يصعب الخروج منها وغالبا ما تكون عواقبها وخيمة ومأساويَة (الإنتحار ، الموت المفاجئ بسبب ضرر الإدمان ، الإجرام ، الجنون ....) .
أسباب الإدمان
ويؤكَد أغلب أطبَاء الأمراض النَفسيَة أنَ أسباب الإدمان تختلف من شخص لآخر فقد يلجأ المدمن إلى المخدرات بسبب الفراغ والشعور بالملل وهي الفئة التي تضم أبناء الأثرياء والمشاهير الذين يقعون بين براثن الإدمان لأسباب تافهة ، ومن جهة أخرى قد يلجأ الإنسان إلى الإدمان بسبب الظروف المعيشيَة الصعبة سواء كانت مادية (الفقر ، البطالة ، التشرد ...) فهذا يعني أن كل شخص يرى العالم بشكل مختلف، ولكل أسبابه الخاص مهما كانت مهمة أو تافهة يمكن أن تدفعه إلى الإدمان ولكنَ جل المدمنين لهم نفس الهدف وهو الخروج من هذه الحياة والشعور بالنشوة والمتعة وصولًا إلى الإحساس التام بالسكينة الوهمية (الساعادة الوهميَة) لأنَ المدمن يكتشف في آخر المطاف أنَه كان ينتحر ببطء لا غير .
أعراض الإدمان
- إحمرار العيون وإلتهاب الجفون
- إلتهاب الأنف
- لمعان في العينين
- الرغبة المفرطة في الأكل أو العكس الفقدان التام للشهية
- في حالة فقدان الشهية يكون إنخفاض الوزن ظاهرًا.
- خروج رائحة كريهة من الفم
- إضطرابات هضمية (الغثيان ، التقيؤ، الدوخة وضعف الرَؤية )
- تقلب المزاج والعصبية المفرطة
- المرح المفرط أو الحزن والإكتئاب المفاجئ و قد يتأرجح المدمن بين الحالتين (إزدواجيَة المزاج )
ويؤكَد أطباء الأمراض العصبيَة أنَ العلاج من الإدمان ليس بالأمر السهل ولكنَه ممكن يحتاج فقط إلى رغبة صادقة من المدمن في العلاج وعزيمة تساعده على ذلك .
وتعد أفضل خطوة للعلاج هي طلب المساعدة المختصة لبدء العلاج (مراكز إعادة التأهيل ، طبيب مختص في علاج الإدمان ...)وتبدأ أوَل مرحلة من العلاج من خلال إزالة سموم المادَة المخدَرة من جسم الإنسان لتنظيفه من آثار العقاقير ، الحقن أو المواد المخدَرة التي تم تعاطيها وإدمانها.
- سحب هذه السموم من الجسم
- الإبتعاد عن الأماكن أو الأشخاص الذين يمكن أن يكونوا مصدر توتر أو إزعاج للمتعالج من الإدمان وذلك لتجنَب إعادته إلى تعاطي المخدَرات
- إستشارة مختص نفسي من خلال المداومة على جلسات علاجيَة جماعية أوفرديَة
- تطوير الذات والبحث عن إهتمامات جديدة في الحياة كالبحث عن عمل مثمر ومفيد ويسساعدالمتعافي من الإدمان على تحقيق ذاته وعيش حياة طبيعية متوازنة وخالية من التَعقيدات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق