الخميس، 2 فبراير 2017

البطالة : بين حق الشَعب في العمل وصمت الحكومات المعنيَة



هي شعلة الثَورات،و ترتبط إرتباطا وثيقا بشبح الفشل والإحباط إنَها البطالة التي إكتسحت العالم بأسره والعالم العربي على وجه الخصوص، فحق العمل هو مطلب شعبي مقدَس كي يكسب كل مواطن قوت يومه ويضمن العيش الكريم له ولعائلته وذويه ورغم أنَ حق التَشغيل من المطالب المقدَسة التي يجب على كل دولة الإلتزام به تجاه شعبها إلاَ أنَ أغلب الحكومات تخل بوعودها ما أن تصل إلى السَلطة وتترك الشَعب (الطبقة الفقيرة) يهيم في دائرة الإحتياج والشَعور بالمهانة وما تتبعها من أمراض وأوبئة بسبب السَكن غير الصحَي والغير لائق حيث تعتبر الرطوبة المفرطة التي تستعمر المساكن والأكواخ البدائية الأرض المهيئة والمسبَبة لظهور أمراض الصَدر والرَئتين ، الأوبئة بمختلف أنواعها  المرتبطة بالفقر وظروفه القاسية وهي الأسباب التي دفعت العديد من الشعوب على مرَ العصور إلى القيام بالثَورات كرد فعل قوي على سياسات الظلم والإضطهاد الإنساني والإقتصادي الذي تمارسه الحكومات على الشَعب ، فماهي البطالة ؟ وهل صحيح أنَ أعلى نسب للبطالة سجَلت ولا تزال تسجَل في العالم العربي؟ وكيف واجهت الحكومات العربيَة هذه المعضلة؟


نشرت"منظّمة العمل الدولية" دراسة شاملة ودقيقة عن نسب البطالة في العالم، ومستويات توزَعها وتفاوتها بين البلدان وهي أرقام تتبع بيان صادرفي سنة 2014 وتبيَن هذه النَسب أنَ نسبة البطالة مرتفعة بشكل ملحوظ في  العالم العربي رغم أنَ أكثر نسبة بطالة سجلت في إسبانيا، حيث بلغت نسبة العاطلين عن العمل فيها  57% من مجموع الفئة العاملة في الشريحة العمرية التي تتراوح  بين 15 و24 عاما، وهو السَن المناسب ليمارس فيه كل فرد وظيفة معيَنة تعود عليه وعلى مجتمعه بالفائدة ،وعندما تختل هذه الموازين والقواعد وتسجل أعلى نسب البطالة عند هذه الفئة العمريَة  يحدث إحتقان إقتصادي وإجتماعي شديد قد ينتهي بثورة أو بحروب أهليَة دامية لا نهاية لها كما هو الحال في  بؤرالتَوتَر حاليَا والموجودة في أغلب أقطار العالم ،التي تعاني من غياب العدالة الاجتماعية و تأخر ركب التنمية في كافة المجالات فتتزايد بذلك ظاهرة البطالة ويتفاقم الفقر ويتغلل في المجتمعات .

نسب صادمة 

 وفي مدوَنة نشرها موقع "البنك الدولي تبيَن أنَ ثلث شباب العالم عاطلون عن العمل ولا يحصلون على التعليم الضروري لترفيع فرص العمل وأنَه تقريبا ومن بين مليار شخص يدخلون سوق العمل فإنَ ما يقارب 40% فقط ينجحون في الحصول على وظائف حالياً وأنَ الاقتصاد العالمي يحتاج إلى خلق 600 مليون فرصة عمل في العشرية المقبلة(10سنوات المقبلة ) للتخفيف من نسب البطالة المرتفعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق