الخميس، 23 فبراير 2017

جرائم قتل الأطفال : متى تنفَذ أحكام الإعدام على أرض الواقع ؟



إنتشرت مؤخَرا ظاهرة خطيرة للغاية حيث أصبحنا نسمع عنها في كامل أنحاء العالم وهي قتل الأطفال على يد أشخاص غالبا ما يعانون من عقد نفسية سيكولوجيَة شديدة، والغريب في الأمر أنَ أغلب الحكومات وعلى وجه الخصوص في العالم العربي تقف صامتة أمام مثل هذه الجرائم التي تنتهك حقوق الطفولة والإنسانيَة على يد وحوش في هيئة بشر قرَروا إطفاء شموع أطفال أبرياء ضعفاء ليشبعوا غرائزهم الحيوانيَة والوحشيَة ، فأصبح العالم العربي مرتعا للمجرمين و قتلة الأطفال الذي أصبحوا في تزايد مستمر بسبب أحكام العفو التي قد تصدر في حقهم لأسباب تبقى غامضة وغير معروفة إضافة إلى التَساهل الغريب تجاه أحكام الإعدام التي بقيت إلى حد الآن حبرا على ورق ولم تدخل حيز التَنفيذ الفعلي في أغلب الدَول العربية على غرار تونس والجزائر بينما تعتبر مصر الأكثر حراكا في مثل هذه الجرائم  على المستوى العربي من خلال تنفيذ أكثر عدد ممكن من الأحكام الإعداميَة.

أطفال تعرَضوا للخطف والقتل 

حالات إختطاف ونهايات مأساويَة

ولعلَ المؤلم في هذا الموضوع أنَ إستهداف الملائكة يكون دائما لإشباع غرائز جنسيَة مريضة لذلك فإنَ أغلب ضحايا عمليَات الإختطاف يتعرَضون إلى الإعتداء الجنسي والمفاحشة دون رحمة لتنتهي بالقتل والتنكيل بهؤلاء الأطفال الذين لا يملكون من أمرهم شيئا غير البكاء و محاولات فاشلة للهرب من هذه الوحوش ، هذا المشهد عاشه عدد لا يستهان به من الأطفال في عالمنا العربي فلا يمكن لنا ان ننسى حادثة الطفلة نهال من الجزائر البالغة من العمر 4سنوات و التي تعرَضت للخطف والإغتصاب ثمَ الحرق بطريقة أقلَ ما يقال عنها أنَها فظيعة وشنيعة على يد مجموعة من المجرمين والمهووسين الذين خلت قلوبهم من الرحمة والشفقة ليرتكبوا جريمة كهذه ، هذا المصير لا يختلف عن النهاية التي لقيها الطفل التونسي الذي إغتصب وقتل على يد المجرم العربي اليعقوبي المعروف في وسط الفن الشعبي بالعربي الماطري الذي قام بقتل طفل لم يتجاوز عمره 5سنوات بطريقة لا تقلَ وحشيَة عن جريمة الطفلة نهال ثم تتالت الجرائم لنصل إلى جريمة قتل الطفل ياسين إبن ال4سنوات الذي لقي مصرعه على يد عسكري محمد أمين اليحياوي الملقب ب"شلانكا" الذي قام بخطفه من أخته الكبرى أمام محضنة الأطفال(الروضة) وهرب به مستعملا دراجة ناريَة وتوجّه به إلى غابة صغيرة قرب ضريح الشهداء بالعاصمة ،حيث إرتكب جريمته النكراء، ورغم صدور حكم الإعدام ضدَه إلاَ أنَه لم ينفَذ حتَى الآن كباقي الأحكام التي سبقت ولم تدخل حيَز التَنفيذ  .

وحسب معلومات وردت بدراسات جنائيَة ونفسيَة أجريت حول الأسباب الدافعة إلى إرتكاب مثل هذه الجرائم تبيَن أنَ المرض النفسي والحس الإجرامي لليست الدوافع الوحيدة لحدوث مثل هذه الجرائم حيث ثبت أن المآرب قد تكون ماديَة أيضا كقتل هؤلاء الأطفال للتَجارة بأعضائهم وبيعها للمرضى الأغنياء الذين ي يعانون من أمراض الصدر والرَئتين أو الكلى ويحتاجون إلى هذه الأعضاء لهمم  أو لأطفالهم .
ومهما إختلفت وتعددت الغايات فإنَ الجريمة واحدة، ولها نفس الشناعة والبشاعة ورغم أنَ مطلب الإعدام لقتلة الأطفال لا يتنافى مع حقوق الإنسان خاصَة وأنَ مثل هؤلاء الوحوش لا يمكن أن يرتقوا إلى درجة الإنسانيَة ليتمتَعوا بحقوق الإنسان لأنَ ما فعلوه قد تأسف الحيوانات البريَة وتخجل من فعله إلاَ أنَ الأفواه تبقى صامتة وتفعيل الحكم يبقى مجرَد أوراق متناثرة تذروها الريَاح فتنسى لتظهر جريمة جديدة يذهب ضحيتها ملاك صغير يحرم من حق الحياة بسبب التهاون الواضح تجاه تنفيذ العقوبات اللاَزمة لردع هذه الوحوش الادميَة  التي تتجوَل بيننا وتنتظر الوقت المناسب لتفتك بأطفالنا من جديد.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق