الأربعاء، 29 مارس 2017

عندما يكون زواج الأقارب وراء الإصابة بالأمراض



بنيت أغلب الزَيجات في الماضي على الطريقة التَقليديَة أي التي تقوم فيها الأم بإختيار العروس أو يقع تسمية العروس على زوجها وهي ما تزال صغيرة ليقع تزويجهما فيما بعد ، وما هو متعارف عند مثل هذه العائلات أنَ العروس غالبا ما تكون من الأقارب كبنت الخالة أو العم ولعلَ هذا ما يفسَر المقولة الشهيرة "الذي تعرفه أفضل من الذي لا تعرفه " ولكن هذه القاعدة كانت السَبب وراء تعاسة العديد من الأشخاص الذين إضطرَوا إلى التَخلَي عن حبَهم الحقيقي أحيانا من أجل إرضاء الأهل ،ولكن مضار زواج الأقارب لم تقف عند عتبة تفريق الأحبَة فقط إنَما أثبت العلم الحديث الخاص بالأجنَة والجينات أنَ زواج الأقارب يقف وراء الآلاف من الحالات المرضيَة التي قد تصل إلى الإعاقة أيضا فإلى أي مدى تصحَ هذه الحقيقة العلميَة ؟

Résultat de recherche d'images pour "mariage de famille"

علميَا يرث أغلب أطفال زواج الأقارب جينات أجدادهم الوراثيَة التي قد جعلهم يكتسبون صفاتهم حتَى وإن كانت هذه الجينات غير طبيعيَة ولقد أثبتت جل البحوث والدَراسات التي أجراها الباحثون في مختلف أنحاء العالم حول هذه الموضوع أن نسبة لا يستهان بها من أطفال زواج الأقارب يعانون من استسقاء الدماغ، إضافة إلى مجموعة كبيرة من أمراض الجهاز العصبي جميعها راجعة إلى زواج الأقارب الذي يزيد من فرص الإصابة بالأمراض الوراثيَة.

ظاهرة منتشرة في العالم

ورغم أنَ الدول العربية تحتلَ المراتب الأولى من خلال تفشي حالة زواج أقارب في أغلب بلدانها إلاَ أنَه للبلدان المتقدَمة أيضا نصيب من هذه الظاهرة الاجتماعية .

كثيرون قد يستغربون هذه المعلومة ولكنَ الواقع هو أنَه ورغم التَطوَر الكبير الذي يشهده عالمنا في مختلف المجالات وتحديدا على المستوى الفكري والإجتماعي إلاَ أنَ أفكارا عديدة لا تزال مستفحلة في مجتمعنا اليوم على غرار زواج الأقارب الذي يصل تقريبا إلى 10 % في العديد من البلدان حول العالم كالهند، اليابان ووسط أفريقيا وأمريكا اللاتينية، والغريب في الأمر أيضا أنَ هذه الظَاهرة موجودة بكثرة في أوروبا أيضا التي تعتبر أكثر تحرَرا وحداثة على المستوى الفكري والإجتماعي .

وحسب إحصائيات رسمية منجزة في هذا الصَدد تستحوذ الأردن بنصيب الأسد من زواج الأقارب حيث تبلغ النَسبة 32 % من نسبة الزيجات المنعقدة وعلى عكس المتوقَع فإنَ المملكة العربيَة السعودية ليست هي المهيمن الأوَل إنَما تأتي بعد الأردن أي في المرتبة الثانية بنسبة تقدر ب 31%، ثمَ نجد العراق التي تحتل المرتبة الثالثة بمعدلَ 29 %،الإمارات بنسبة26 % أمَا البحرين فتصل النَسبة إلى 21% في حين تحتلَ مصر المرتبة الأخيرة بنسبة 11 % وهي نتيجة صادمة للأغلبيَة لأنَ الفكرة الشَائعة هو أنَ زواج الأقارب ظاهرة متفشيَة في مصر أكثر ،إلاَ أنَ العكس هو الصَحيح لأنَها إحتلت المرتبة الأخيرة حسب الإحصائيات التي أجريت خلال السَنوات الأخيرة .

ومن أبرز الإصابات الشائعة عند أطفال زيجات الأقارب نجد الإعتلالات المرتبطة بالإعاقة الفكرية والعقلية وأحيانا العضويَة إضافة إلى أنَ زواج الأقارب يعزَز الإصابة بمرض الجلاكتوسيميا Galactosamine ، وهو مرض وراثي يحدث إضطرابا توازنيا بالجهاز الهضمي لأنَه يطال التمثيل الغذائي أيضا ،وقد يعاني الطفل أيضا من مشاكل بالكبد التي قد تصل إلى ضرورة الخضوع لعمليَة زرع دقيقة يحتاج المريض المصاب بالداء التنكسي إلى عملية زراعة الكبد ، وقائمة الأمراض التي وقع تسجيلها نتيجة زواج الأقارب كثيرة ومتنوَعة ولهذا السَبب بالتحديد يحذر أغلب الأطبَاء على إختلاف إختصاصاتهم من زواج الأقارب كما تعمل مجموعة كبيرة من الجمعيات على تكثيف الحملات التوعية الصحيَة المندَدة بزواج أقارب الذي قد يزيد من فرص الإصابة بآفات مرضيَة تجعل الطَفل أسير دائرة مفرغة من المعاناة المرهقة .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق