الثلاثاء، 14 مارس 2017

ظاهرة التَسوَل بين واقع مرير و حكومات تدَعي التَغيير



لم تعد ظاهرة التَسوَل تقتصرة على العالم النامي والبلدان الفقيرة فقط إنَما أصبحت ظاهرة دوليَة وعالميَة متفشيَة في أغلب المناطق حتى في دول العالم المتقدَم الذي أصبح اليوم ملاذ الهاربين من آلات القتل الوحشية والباحثين عن غد أفضل بعيدا عن أصوات المدافع والقنابل ودوي الإنفجارات وتعتبر هذه الوقائع والأحداث من الأسباب الأولى والرَئسيَة لبنفشي ظاهرة التَسوَل في البلدان الأوروبيَة خاصَة والغربيَة عموما فماهي هذه المعضلة وكيف يمكن معالجتها ليعيش كل فرد حياة كريمة وخالية من الحاجة والبؤس؟


Résultat de recherche d'images pour "mendicité"


يتنقَلون في كل مكان، لا عائلة لا وطن، لا مكان، لأنَه حتما لم يكن مرحبا بهم حيث ينتمون قرَروا الضياع بين أرصفة الطريق يتسولون الطعام، النقود والمساعدة ورغم أنَ أغلب العالم يتَهمهم بالثراء الخفي إلاَ أنَ الحقيقة غير ذلك تماما، من الصَعب أن تصدَق وجود إنسان يبقى بلا طعام أو مسكن في شوارع البلدان المتقدَمة التي تكتسح الشَعوب والدَول النامية بل وتستعمرها أحيانا وتقتَل شعوبها بحجَة الإنسانيَة وتحقيق العدالة الإجتماعيَة في الوقت الذي تعج فيه شوارعها بأجساد الفقراء والمحتاجين واليتامى.

العوامل المساعدة على تفشَي التَسوَل


بغض النظر عن الحالة أو الطريقة التي يعتمدها المتسوَل لكسب العاطفة والمال سواء من خلال إختلاق أو إستغلال عاهات وإعاقات خلقيَة أو عرضيَة أو إدعاء الإصابة بآفات ومشاكل الأمراض العصبيَة وحتَى عند إستخدام الأطفال الرَضع أو الكبار لاستجداء شفقة الأثرياء لابدَ من الإقرار أنَه لا يوجد إنسان يحب أن يرى نفسه مهانا ومحتاجا للآخرين أو بالأطفال، فصدق المتسولين أو كذبهم، ليس بالمهم فالأهم هو معرفة الأسباب التي تقف وراء تفشَي هذه الظَاهرة فإلى جانب الحروب والفقر ومختلف العوامل المعروفة تختفي أسباب أخرى توجَه أصابع الإتَهام نحو أشخاص يستقلون هرم السَلطة ويمسكون بزمام الأمور الإقتصاديَة و السياسيَة وهم الذين يجب أن يسألوا عن مصير موارد الدولة وعن التقسيم العادل لثروات الدَولة وإرساء العدالة الاجتماعية بين فئات المجتمع وتمتيع المواطن البسيط من أبسط حقوقه في العيش الكريم .

ونأخذ على سبيل المثال ظاهرة إنتشار المتسولين في وطننا العربي التي أثبتت أغلب حكوماته السابقة واللاَحقة فشلها في تحقيق العدالة الإجتماعيَة والتنمية الإقتصاديَة والسَياسيَة رغم إدعاء هذه الدول مكافحة الفقر والعمل من أجل مستقبل الشَعب، ويرى أغلب خبراء علم النَفس والإجتماع أنَه لا يمكن القضاء على الفقر والتسوَل مادام الظلم والإستبداد ومختلف أنواع الفساد (الفساد الإداري) ولا يمكن لها أن تختفي إلاَ مع إختفاء الأسباب والعوامل التي تقف وراءها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق