الثلاثاء، 9 يناير 2018

شهَار عاجز أمام غلاء الأسعار



قد ينسى خونة الثورة التونسيَة أنَ الشعلة الأولى والسَبب الرئيسي لإندلاعها هو تفشَي الفقر وغلاء الأسعار آنذاك فاليوم إذا ما تأمَلنا في الإرتفاع الهائل للأسعار الذي شمل جميع المواد الإستهلاكيَة والمعيشيَة كالتغذية والمحروقات فحتَى المواد الثَانويَة كمواد التَجميل وغيرها من الإستهلاكات المرتبطة بكماليات المواطن طالتها يد الأسعار المتضَخمة التي شرعت في توغَلها الهمجي منذ مطلع السنة الإداريَة الجديدة 2018 .

وحسب إحصائيات رسميًة موثَقة فإنَ تونس اليوم تسجَل معدَل تضخَم سنوي مرتفع للغاية فاق ال 6،3 % لذلك شتشهد سنة 2018 العديد من الزيادات بحسب تعاليم قانون الماليَة الجديد الذي دخل حيَز التَنفيذ مع بداية السَنة الجديدة قانون يبدو أنَه تصالح مع الجميع إلاَ الشَعب التونسي لأن الأسعار النَارية التي شملت جميع المواد الإستهلاكيَة قضت على الأنفاس الأخيرة للمواطن التونسي البسيط الذي أصبحت أقصى آماله هو أن يملك قوت يومه .

قرار أجبر الشَعب على الإنهيار 

قانون رفضه الشَعب التونسي بشكل كلي إلى درجة جعلته  لم يعد يبالي بحياته أو مماته بعد أن أعدمه غلاء المعيشة وحطَمته الوعود الواهية وجعلته يسبح في بحر من الفقر والتَهميش لسنوات طويلة منذ إندلاع الثَورة التونسيَة ولعلَ أكبر  دليل على هذا الرَفض هو ما حدث وما يحدث إلى حد هذه السَاعة في كامل تراب الجمهوريَة التونسيَة حيث خرج المحتجَون عن هذا القرار من بيوتهم لينددوا ويعبروا عن رفضهم التام لهذه الزيادات الجائرة التي أعدمت المقدرة الشرائيَة للتونسي الشَهار ناهيك عن الذين لا مأوى لهم والأرامل واليتامي والعاطلين عن العمل الذين باتوا في دفتر نسيان الحكومة وهذا ما أثبته إصدار هذا القرار .

ولقد طالت الاحتجاجات مناطق عديدة من البلاد أهمَها القصرين وقفصة وبعض المناطق بالعاصمة والتَابعة لولاية منوبة وتحديدا طبربة حيث أسفرت المواجهات مع الأمن بهذه المنطقة عن مقتل شاب ثلاثيني على إثر تعرَضه إلى مشاكل تنفَسية أودت بحياته جرَاء إختناقه بغاز البوليس التَونسي الذي لم يدَخر جهدا لتفريق المحتجَين .
 وتتواصل سلسة الإحتجاجات رغم مقتل الشاب المذكور و تزايد عدد المعتقلين في مراكز التَوقيف والسَجون على خلفيَة ما يحدث (بسبب إصدار قانون الزيادة في الأسعار) .

هذا ما جعل البلاد التونسيَة تعيش اليوم وضعا أقل ما يقال عنه أنَه أصبح كارثيَا فشكرا للحكومة ولكل من كان له يد من قريب أو من بعيد لجعل  تونس الخضراء جحيما لا يطاق .






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق