الخميس، 19 يناير 2017

شعوب بين أنياب الفقر والجهود شبه منعدمة



جوع، عطش، وبرد هكذا تمرَ أيَام الفقراء والتَائهين بين أحضان الإحتياج ، غالبا ما تمر علينا صور لأشخاص يعيشون تحت عتبة الفقر سواء في الحياة اليوميَة أو في الحروب فالمشهد هو نفسه نظرة حزينة، غاضبة تطرح سؤال "لماذا أنا؟ وأحيانا تتحوَل هذه النظرة إلى إبتسامة مليئة بالسعادة واللاَمبالاة رغم الفقر والجوع والحرمان، ماهو الفقر ومن هي أكثر الدَول التي تعاني من هذه الآفة؟        


                                                                 
تشير أغلب الدَراسات والإحصائيات المنجزة حول نسبة الفقر أنَها في إرتفاع متواصل بالعديد من البلدان العربية، خاصَة في السنوات الأخيرة، كثيرون يعانون من وطأة الفقر ويقاتلون من أجل لقمة العيش والبقاء على قيد الحياة، في غياب واضح وبارد لدور الهيئات الحكومية وحتَى الدَولية لمحاربة هذه الآفة الاجتماعيَة الخطيرة والتي تصنَف ضمن الأسباب الأولى والأساسية الدَافعة إلى ممارسة العنف والسَقوط بين أنياب الإرهاب.  
                                       


معاناة صعبة

وكانت منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة (الفاو) الخاصَة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد أصدرت تقريرا يحتوي أرقاماً صادمة حول نسبة الفقر في البلدان العربية، ووفق ما نشرته المنظمة في هذا التَقرير فإن نسبة الفقر  قد إرتفعت في 15 من مجموع 19 دولة عربية  وبلغت أكثر من 33 مليون نسمة، وذكرت المنظمة أنَ معضلة الأمن الغذائي في هذه البلدان مرشحة للزيادة  خاصة وأنَ وجود 33 مليون جائع في البلدان العربية يبيَن أن المجهودات المبذولة في هذا المجال تكاد تكون منعدمة خاصة وأنَ هذه النسب تبقى في إرتفاع متواصل إذا لم يتم التعامل معها بصفة فوريَة وسريعة وذكر نفس المصدر أنَ أكثر من 10% من إجمالي عدد السكان لا يجدون ما يأكلونه وينامون دون عشاء إضافة إلى تسجيل حالات وفاة بسبب الجوع وبعض الأمراض التي قد تظهر بسبب سوء التَغذية كأمراض الجهاز الهضمي ،الكلى وأمراض الصدر والرَئتين ...إلخ.

وفي نفس السياق أعلن بدوره الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء المصري سنة 2015، أنَ نسبة المصريين الذين يعيشون تحت عتبة الفقر الشديد 26.3% في حين وصلت في السودان إلى حدود 80 بالمئة وفي الجزائر وحسب تقرير نشرته الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان ذكرت فيه أنَ 10 ملايين جزائري يقبعون تحت عتبة الفقر ، لكن الحكومة رفضت الإعتراف بذلك وأكَدت أنَ النسبة أقل بكثير من التي أعلن عنها  ،وتتعدد الأرقام وتتباين ولك تبقى الحقيقة واحدة هو أنَ نسبة الفقر في إرتفاع دائم وأنَ المجهودات القائمة حول هذه المعضلة  ضعيفة  وتكاد تكون منعدمة خاصة مع موجة الحروب والإقتتال التي يشهدها العالم بأسره وليس العالم العربي فقط لذلك فإنَ هذه الأوضاع تستوجب مواقف دوليَة صارمة لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الفقراء والمساكين وتخفيف معاناة الجوع القاسي والإحتياج المؤلم خاصَة في ليالي الشَتاء القاسية .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق