الثلاثاء، 19 ديسمبر 2017

65 صحفيَا قتلوا سنة 2017 والتاريخ لن ينسى شهداء الحقيقة



يجري بكل قوَته دون توقَف ورغم ثقل جسده المتعب يصرَ على تمسَكه بالكاميرا وآلة التصوير تصيبه رصاصات جيش الاحتلال يسقط أرضا وفي محاولة أخيرة ويائسة يرمي بالكاميرا إلى مرافقه الذي سبقه إلى الضَفة الآمنة ورغم نجاحه في إيصال الكاميرا إلى صديقه برمييها إليه بكل ما أوتي من قوة إلاَ أنَه لم ينجح في إنقاذ نفسه ليسقط أرضا تتخبَطه الدَماء وفي عيونه القاتمة التي إستعدت للرحيل دموع أبت النزَول ، هذه الواقعة ليست بمشهد درامي لأحد المسلسلات أو الأفلام إنَما نقل دقيق ومفصَل عن واقع الآلاف من الصحفيين الشجعان الذين إختاروا الموت من أجل الحقيقة و المصداقيَة .


حسب معلومات أعلنتها منظَمة "مراسلون بلا حدود " المستقرَة بباريس وذلك بتاريخ 19 ديسمبر 2017 أنَ 65 صحافيَا وعاملا في مجال الإعلام قد قتلوا سنة 2017 هذا العدد يشمل 50 محترفا إضافة إلى نسبة من المدوَنين وآخرون يعملون ضمن قطاع الإعلام .

هذا العدد ورغم أنَه قد يبدو كبيرا ومفزعا عند البعض ويدمي قلب عشاق السلط الرَابعة والكلمة الحرَة إلاَ أنَه يعتبر أقلَ دمويَة مقارنة بالسًنوات الماضية (منذ 14 سنة مضت ) وقد فسَرت المنظَمة هذا التراجع بفضل القوانين والإجراءات التي تم إتخاذها لتأمين حماية شاملة ومحترفة للصَحافين المرابطين ببؤر التوتَر والمناطق الساخنة التي أسمتها المنظَمة بالبلدان الخطيرة التي حتما تشمل منطقة الشرق الأوسط .

وبحسب نفس المصدر فإنَ هذا العدد لا يثَل الصحفيين الذين قتلوا أثناء مهامهم فقط إنَما الذين تمَ إغتيالهم مع سبق الإصرار والترصَد أي بتعمَد وتخطيط مسبق فكان تصنيف العدد كالآتي:

39 صحفيَا تم إستهدافهم عمدا و26 سقطوا شهداء للواجب .

وتقدَر نسبة التراجع التي ذكرتها منظَمة "مراسلون بلا حدود " ب18 بالمائة مقارنة بحصيلة سنة 2016 التي قتل فيها 79 صحفيَا وترى المنظَمة أنَ هذا التراجع مهما كان قليلا يؤكَد ضرورة التشديد والعمل بجدية على حماية الصَحافيين بحرص أكثر وعدم التخاذل في هذا الواجب وزيادة الحملات التي تدعم نظام الحماية خاصَة مع وجود العديد من المنظَمات الدوليَة إضافة إلى هياكل مختلفة من وسائل الإعلام تسعى لنفس الهدف.

صحيح أنَهم يرحلون في أغلب المهمَات ولكنَهم يرحلون تاركين وراءهم العديد من المشاهد والصور التي سيوثَقها التاريخ فكلَما عمدت أيادي أهل الباطل إخماد نيران الحقيقة عادت صورة من صور هؤلاء الأبطال لتشعلها من جديد فشكرا لجنود الحقيقة والكلمة ووقفة ترحم وصمت لشهداء الواجب وأنصار الخير والحق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق