الثلاثاء، 20 يونيو 2017

لمحة عن حياة إبن الجزار القيرواني





لا يمكن لأي أحد أـن ينكر أنَ العالم العربي الإسلامي زخر على مرَ التَاريخ بمجموعة من العلماء و النَوابغ الذين أصبحت إكتشافاتهم و مؤلَفاتهم مراجع علميَة تدرَس بالمدارس والجامعات العالميَة، فعرفت العديد من المجالات إزدهارا كبيرا وتطوَرا فكريَا سجَله التاريخ بفضل علماء وفقهاء وأطباء عرب نذكر منهم(إبن الهيثم ، إبن النفيس ، إبن رشد ، إبن سينا إبن الجزار ..) والقائمة تطول ولا تنتهي حيث بنت العقول العربيَة الإسلاميَة القواعد الأساسيَة لتطوَر أغلب المعارف والمجالات بالعالم عبر التاريخ ومن بين أكبر السواعد المساهمة في خط هذه السيرة الإبداعيَة والتاريخيَة التي أثرت الإنسانيَة ومكَنت لها أفضل المعارف العلاَمة المميز و الشَهير "إبن الجزار " فمن هو ؟


يعرَفه التاريخ على أنَه الطبيب القيرواني أبو جعفر أحمد بن إبراهيم أبي خالد القيرواني المعروف بابن الجزار القيرواني وهو أول مبدع مسلم في مجال الطب يكتب في التخصصات الطبية المختلف كمجال طب الأطفال وعلاج المسنين .

ولد إبن الجزَار بعاصمة الثقافة اللإسلاميَة مدينة القيروان التونسيَة وهي منبع العلوم ومسقط رأس منابر المعرفة والتنويروذلك بتاريخ سنة 285 هـ/898 م وينحدر من أسرة عرف جميع أفرادها بالطب وتوفي إبن الجزار بنفس المدينة سنة 369 هـ/979 م .
تميَز علاَمتنا بسرعة البديهة ، الذكاء وقدرة واسعة على الحفظ والتعلم ، تعمَق في دراسة الطب وباقي العلوم الأخرى ،إشتهر إبن الجزار بضراوة معرفته الطبيَة خاصَة في علاج أمراض الأطفال والمسنَين فذاع صيته بالأندلس والحوض الشمالي للبحر الأبيض المتوسط ، فقد كان أشهر من نار على علم ،وعرف بمهاراته المعرفيَة ، الطبيَة والعلاجيَة فشدت رحال طالبين العلم والمعرفة من شتى أصقاع وأرجاء الأرض إليه .
وأصبح منبعا للمعرفة والتعليم فتوافد عليه عشَاق الطب من كل أرجاء العالم طمعا في علمه و لتحصيل الطب من عنده.
وتصدرت شهرته العالم بأسره فترجمت أعماله إلى لغات مختلفة كما صبحت تدرَس بجامعات ساليرنو ومونبيلييه ، وقام ابن الجزار بتعديل القوانين الطبية العامة وحدد أسماء النباتات بثلاث لغات وهي العربيةواليونانية والبربرية، هذه القدرات جعلت أغلب قواعده الطبيَة تعيش وتعتمد كمصادر للبحوث والإكتشافات الطبيَة ، كان متعلَقا بشكل كبير بمسقط رأسه القيروان ويؤمن بالعلاقة المقدَسة والقويَة التي تجمع الإنسان بتراب وطنه ، حيث كان إبن الجزار يرى أنَ الشَفاء من الأمراض يكون أسهل وممكنا خاصَة إذا ما تداوى المريض بأدوية مستمدَة من طبيعة الوطن الأم وهذا ما جعل قاعدته التي كان يؤكد عليها بإستمرار سارية المفعول إلى حد الآن وتعتمد كمثال يحتذى به والتي يقول فيها إبن الجزَار القيرواني : ” يتداوى كل عليل بأدوية أرضه لأن الطبيعة تفزع إلى أهلها”.

وقد كان إبن الجزار قنوعا عزيز النفس يكره الرياء و لا يهاب السلاطين والملوك ولا يبحث عن المال والسلطة وكان يهرع إلى خدمة الفقراء والمساكين و لا يفرَق بين فقير ولا غني و رفيقاً بالضعفاء‏ والفقراء حيث كان يوزّع عليهم الأدوية مجاناً ويساعد المحتاجين بالمال والجهد وهذا ما أكسبه ود وحب من عرفه ومن سمع عنه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق