الثلاثاء، 16 مايو 2017

الجشع والطمع يتسببان في وفاة الطَالبة التونسيَة سيرين بورماش




كثيرة هي المآسي التي تستفزَك لتندَد بتصرَفات وممارسات قد تتعمَد إلى سلكها بعض المستشفيات والمصحَات الخاصَة تحديدا  فلا تزال موجة الغضب الشَديدة تعصف بعدد كبير من الأشخاص سواء كانوا من روَاد الواب أو الذين نددوا وعبَروا  وإنتفضوا ضدَ الجريمة الغير إنسانية بالمرَة في حق الطالبة التونسيَة سيرين والتي إقترفتها إحدى المصحات الخاصَة  من أجل المادة والجشع فكانت سببا مباشرا في موت الطالبة فكيف ذلك ؟

  “سيرين بورماش”  إبنة مدينة صفاقس وطالبة مجتهدة ومتميزة شهد لها كل من عرفها بحسن الخلق والتربية وقد كانت تزاول تعليمها الجامعي بالمدرسة الوطنيَة لعلوم الإعلامية ENSI بتونس العاصمة ، تعرَضت مؤخَرا إلى وعكة صحيَة  خطيرة مرتبطة بمرضها الذي إعتادت التداوي لعلاجه دون أيَة مشاكل وبعد أن إشتدت حالتها التي وصلت إلى فقدان الوعي من وقت لآخر ، قامت العائلة بنقلها بسرعة إلى إحدى المصحَات الخاصة بعد أن عجز المستشفى العمومي عن توفير مكان لها وتركها تصارع آلامها لساعات طويلة دون جدوى وكانت المفاجئة عندما إشترطت المصحَة دفع 5 ملاين كضمان لتوفير مكان لها ،رغم أنَ الحالة كانت مستعجلة وخطيرة ، فإنجرت عن هذا التصرَف الذي وصفه أصحاب القلوب الرحيمة  بالسلوك الشنيع والخالي من الإنسانيَة حالة الوفاة .

ويبقى السؤال المطروح هو كيف وصل بنا الحال إلى حب الثروة والرغبة في الكسب المادي وتفضيلها على الأرواح البشريَة ؟ ماذا كان ليحصل للمستشفى أو لهذه المصحَة الخاصة  لو أسعفتها وأدخلتها غرفة الإنعاش قبل وصول المال من صفاقس ؟

والأدهى والأمر هو ترك الفتاة المسكينة تصارع الموت وهي تتخبَط في آلامها بعد ساعات من فقدان الوعي دون أن يقع عرضها على أي مختص بالمصحَة أو يقع إنعاشها ؟مع العلم أنَ المستشفى العمومي وهو عزيزة عثمانة أبدى نفس مستوى التجاهل وعدم المبالاة بحياة الفتاة المسكينة وأهلها الذين كانوا يتقطعون ألما دون أن يكون بإمكانهم فعل شيء لها غير الدعاء ؟

وحسب معلومات ثابتة عن أقارب المرحومة فإنَ سيرين بورماش كانت تعاني من مرض يتبع قسم أمراض الدم وكانت تتلقى العلاجات الضرورية لذلك ورغم أنَ الموت واقع حتمي فرضه الخالق عز وجل على مخلوقاته إلاَ أنَ النظر والأخذ بالأسباب واجب خاصَة إذا كانت الوفاة ناتجة عن تقصير مهني تابع لقطاع حياتي مهم في حياة الإنسان كالصحة والقضية ليست الوفاة بقدر ما هي مأساة تفتح و بجديَة الملف الطبي في تونس خاصة ، وكيف أصبحت الروح البشريَة لا قيمة لها أمام المادَة فهل يعقل أن تمنع طالبة تونسيَة من حقها في النجاة والإسعاف بسبب المال والمادة ؟

 ورغم أن القضاء والقدر بيد الله عز وجل  إلآ أن الله لا يرضى بالظلم ولا بإهانة الإنسان وهو الذي دعانا الله إلى الرحمة والتراحم وهو الغني عن عباده و حرم علينا قتل النفس والإضرار بها بل على العكس أمرنا بمساعدة الغير على الحياة  كقوله تعالى في سورة المائدة 32 : من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا (صدق اله العظيم ) ،إنَ الجشع الذي راحت ضحيَته سيرين آفة إكتسحت مجتمعاتنا ،وهووجه آخر من وجوه الفساد الذي إستفحل في جميع مؤسسات الدولة لذلك لابد من مراجعة مجلة المهنة و مراجعة القوانين التي تفرض على الفريق الطبَي وقسم الطوارئ إسعاف المريض دون النظر إلى محفظة نقوده ومعالجته،  أوليس هذا هو الهدف الأسمى لمهنة الطب ؟ أم أنَ الجشع المادي أصبح أهم من إنقاذ الأرواح البشرية ؟ أسئلة صعب أن نجد من يجيبنا عنها على الأقل اليوم  !!!

رحم الله سيرين وأسكنها فسيح جنانه وأنزل على أهلها وأحبابها الصبر والسلوان .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق