الأربعاء، 19 أبريل 2017

ظاهرة قتل الأزواج : آفة إجتماعيَة شنيعة تستعمر مجتمعاتنا



لم تعد قصص العنف والقتل غريبة علينا، حيث أصبحت اليوم تعتبر عنوانا لنهاية المشاكل الزوجية والأسرية، وفي هذه النَقطة بالتَحديد تكمن الخطورة والأغرب ما يقابل هذا العنف الذي قد يصل إلى القتل الذي تتنوَع فيه الطرق والأساليب الصَمت الرَهيب الذي تمارسه الهيئات المعنيَة بتناول ووضع حدَ لمثل هذه الجرائم خاصَة وأنَ أبطال هذه القصص الواقعيَة الشَنيعة يتفنَنون في طرق القتل ما بين استخدام السم وأسلحة بيضاء ونارية، ورغم أنَ الأسباب مختلفة إلاَ أنَ النهايات واحدة وهي تدمير أسرة وتشريد أطفال صغار الذين قد يكونون في بعض الأحيان ضمن ضحايا الجرية التي قد يرتكبها الزَوج أو الزوجة في حق الشَريك لأسباب لا تتساوى مع حجم الجريمة لأنَ أغلب هذه الكوارث تحدث بسبب الشك في السلوك ،الغيرة أوالخيانة التي تعتبر خسارة صغيرة مقارنة بحجم الخسائر البشريَة والنَفسيَة وحتَى الإجتماعيَة التي تحدث بعد وقوع الفاجعة . 

ورغم أن الحلول الشَرعيَة والقانونيَة متوفَرة كالطلاق أو السَجن للشريك الذي تثبت إدانته إلاَ أنَ هذه الجرائم لا تزال في تزايد مستمرَ ولا تزال ساحات المحاكم العربية تشهد صراعات عنيفة بين الأزواج سببها العنف الأسري فإلى متى تستمرَ مثل هذه المآسي؟ وهل من حل لها أو يقلَل نسبها المخيفة على الأقل؟
Résultat de recherche d'images pour "crime de couple"
الضَغوطات والأمراض النَفسيَة هي السَبب 
يؤكَد خبراء الاجتماع في هذا الغرض أنَ أغلب الأشخاص الذين يرتكبون مثل هذه الجرائم سواء كانوا نساء او رجالا يعانون من أمراض عصبيَة ونفسيَة مستعصية ، أي أنَهم يعيشون ضغوطات مرتبطة بمشاكل مختلفة كالجهل ، الفقر الشعور بالنقص وعدم الثقة في الذات والآخرين ...فخبراء الطب النفسي يؤكَدون أن القاتل يعاني من إضطراب نفسي قد يؤدي به إلى تعاطي المخدَرات أو حبوب الهلوسة التي قد تجعله يتوهَم خيانة الزوجة وأحيانا تكون الخيانة حقيقة ولكنَ الوضع النَفسي المستعصي يغيَب وعي القاتل  فيرتكب جريمته ، إضافة إلى أسباب أخرى داخل الأسرة أو خارجها التي قد تؤدي إلى قتل الزوج أو الزوجة وأحيانا الأطفال .
الغيرة والشك والخيانة من أهم الأسباب 

وأثبتت دراسة حديثة أنَ الغيرة والشك إلى جانب الخيانة هي الأسباب الرَئيسيَة لجرائم قتل الأزواج إضافة إلى إدمان الخمر والمخدَرات ، كما كشفت نفس الدراسة  نسبا مخيفة  تؤكَد وجود  علاقة كبيرة بين المخدرات ،القتل والتحرش.
تصل الي 70%، إضافة إلى غياب الوازع الديني كالجرائم التي ترتكبها الزَوجة في حق الزَوج من أجل عشيقها ولإشباع شهوتها الجنسيَة العاطفيَة دون خوف من الله ولا من العواقب  والعكس صحيح ، ويرى أطباء علم النفس أنَ المرأة الخائنة هي التي  نشأت في جو لا يحترم قداسة العلاقة الزَوجيَة والرَجل بشكل عام ولم تغرس فيه القيم والمبادئ منذ الصغر.
الحلول 

يؤكَد أطبَاء النَفس والإجتماع وحتَى خبراء القانون أنَ الحل يكمن في تعديل الأسلوب التربوي والأخلاقي داخل الأسرة منذ مرحلة الطَفولة من خلال إحياء القيم والمبادئ من جديد ونشر ثقافة الاحترام والحب والمودة مع ضرورة تكاتف الجهود بين الأسرة ، وسائل الإعلام والتكثيف من الأعمال الثقافيَة وحتَى الدرامية والتليفزيونية لتوعية الأسر العربيَة بأهميَة وقداسة العائلة في حياة الفرد ونشر القيم والابتعاد عن المسلسلات والبرامج التي تشجع على العنف وتعطي فكرة مشوَهة عن المجتمع "أولاد مفيدة "  وتعمل على نشر سلوكيات غريبة عنَا شكلا ومضمونا لكي يكوَن الفرد  الشَخص صورة ايجابية عن الحياة الأسريَة واللإجتماعيَة منذ نعومة أظفاره   التي ستساعده علي مجابهة ظروف الحياة  الصَعبة في المستقبل بعيدا عن العنف ،  التطرَف والشَذوذ بمختلف أنواعه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق