الخميس، 6 أبريل 2017

عندما تغتصب الطفولة بالغاز السام





لا شيء يمكن أن يصف فظاعة المشهد الإنساني الذي نعيشه اليوم خاصَة بعد الأحداث الأخيرة التي عاشتها البلدة السَوريَةَ بلدة خان شيخون بريف محافظة التي تعرضت لهجوم كيميائي جبان ومباغت عندما كان أهل البلدة في سبات عميق وحسب ما نقله الشَهود فإنَ طائرات نظام الأسد قصفت مناطق مختلفة من البلدة بصواريخ غازات سامة وهو أسفر عن وقوع العديد من القتلى أغلبهم من الأطفال الذين تعرَضوا إلى الإختناق ثمَ الوفاة .






وحسب ما نشرته بعض القنوات الإخباريَة فإنَ الأضرار الناجمة عن هذا الهجوم ليست بشريَة فقط حيث تسبَب انتشار الغاز في الهواء في مقتل الحيوانات والزرع أيضا ،ومع ضعف الإمكانيات المتوفرة لدى فرق الدفاع المدني والهياكل الطبيَة العاملة بمناطق المعارضة كانت حصيلة الضحايا كارثيَة بل وصل الأمر بالمنقذين إلى إستعمال  الماء البارد على أجساد المصابين لتخليصهم من آثار الغاز ورغم نجاح هذه الطريقة مع البعض إلاَ أنَ أغلب المتضررين قد لقو حتفهم وأغلبهم من الأطفال وقد يصاب بعض الناجين بأمراض الصدر والرَئتين جرَاء شدَة الغاز المستنشق (غاز لسارين ) الذي يخترق القصبات الهوائية وهو شديد السمية، لا رائحة ولا لون له ويبدأ تأثيره في غضون ثوانٍ، بينما يستغرق تأثير سائله عدة دقائق وعند شمه أو ملامسته للجلد، وبما أنَه فسفوري و عضوي، يقوم بتعطيل لسائل العصبي بين الغدد والعضلات ويعتبر هذا الغاز من المواد السَامة المميتة ويصعب إنقاذ الحالات المصابة به وتتراوح مدة الأعراض بين دقيقة و10 دقائق، حيث تنتاب المصاب دوخة شديدة و شعور شديد بالتشنج والشلل التنفسي والعصبي ثمَ تحدث الوفاة.

هذه المأساة طالت ما يقارب م 250 شخصاً وقتلت أكثر من 100 مدنيا أغلبهم من الأطفال والنساء ولهذا السَبب بالتَحديد صنَف هذا الهجوم ضمن الأحداث والهجمات النظامية الأكثر دموية التي عرفها العصر الحديث ومنذ آخر هجوم لقوات الأسد الذي تم بنفس الطريقة ( بغاز السارين) وأسفر عن مقتل أكثر من 1300 مدنيا بالغوطة الشرقية سنة 2013 .

مشاهد الأطفال وهم يصارعون الموت ويتخبَطون في آلامهم لم تستفزَ الزعماء العرب وحتَى الغرب فإكتفو ببعض التنديدات العابرة التي لا تشفي غليل الثكالى ولا الأرامل من رجال أو نساء ويبدو أنَ هذا المشهد سيصبح عرضا عاديَا يمر على سادتنا مر الكرام خاصَة إذا ما تواصل هذا الصمت الدولي والعربي الرهيب تجاه جرائم نظام الدكتاتور بشار...






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق