لقد عرف العالم العربي العديد من العلماء والمثقَفين الذين أثرو التَاريخ الثقافي الإسلامي والعالمي أيضا ورغم أنَه من النَادر اليوم أن يذكر عالم عربي مسلم على لسان الغرب إلاَ أنَ تاريخنا زاخر بأسماء لا يمكن أن تمحى من ذاكرة التاريخ الإنساني الذي خلَد ذكراهم في مجلَدات لتبقى إنجازاته منارة تنير درب عشَاق العلم والنَجاح ومن بين هذه الأسماء نذكر عالم ذاع صيته في العالم بأسره وأثرت بحوثه ، مقارباته وإكتشافاته التي طالت مختلف الميادين الكتب العلميَة التي نفعت الإنسانية بأكملها وهو المبدع المغوار والضالع في الأسرار العلامَة الفذ "إبن الهيثم " فمن هو ؟
بزغ فجر العلاَمة "إبن الهيثم " من سماء العراق حيث ولد بمدينة البصرة سنة 965 وكغيره من النَوابغ على غرار إبن الجزَار القيرواني، إبن البيطار ، إبن بطوطة ....سعى إبن الهيثم إلى نحت طريقه الإبداعي الخاص حيث أبدع في مجالات عديدة بفضل إنجازاته المتميَزة في الرَياضيات ، الفيزياء ، الطب العام وتحديدا طب العيون ، الفلك ....إضافة إلى حقول معرفيَة أخرى .
إبن الهيثم وأكثر من 200 كتاب
وحسب ما ورد في الموسوعة العربَيَة وفي عدد متنوَع من الكتب التاريخيَة التي أولت إهتماما خاصَا بحياة إبن الهيثم وإنجازاته فإنَ الرصيد الإبداعي والفكري لهذا العلاَمة يزخر بما يفوق 200 كتاب تمحورت جل المواضيع في مجالات مختلفة ومن أهمَها نذكر النَقاط التَالية:
إثبات أنَ الضوء مصدره الأجسام أي يأتي من الأجسام نحو العين وليس كما هو شائع آنذاك حي كان بعض الفلاسفة آنذاك يعتقدون العكس وبفضل "إبن الهيثم " كسفت الحقيقة الفعليَة لهذه الظَاهرة فقد تمَ التَوصَل إلى مبادئ إختراع الكاميرا بفضل تحاليله وقواعده وكان إبن الهيثم أوَل من يفسَر العين ويشرحها حيث بيَن وظائفها وطريقة عمل كل جزء منها وكان أوَل عالم يدرَس العوامل النَفسيَة ومختلف التأثيرات الخاصَة بالإبصار.
و أسَس إبن الهيثم مخطوطة شهيرة تحدَث فيها حول تأثيرات الأنغام على الحيوانات وإعتمد فيها على أمثلة عديدة لتأكيد نظريَته حيث بيَن وفسَر كيف يمكن أن تؤثَر الموسيقى على سلوك الحيوانات عن طريق تجارب حيَة ودقيقة .
كما تضمنَت كتبه مواضيع مهمة شملت جميع المجالات والإختصاصات وهذا ما جعل من مؤلَفاته تترجم إلى عدَة لغات حول العالم و لا تزال نظرياته وقواعده تعتمد إلى حد هذه الساعة في مختلف الإكتشافات الحديثة والمتطوَرة رغمَ أنَ شمس هذا المبدع غربت منذ زمن طويل حيث توفي العلاَمة إبن الهيثم سنة 1040 بمدينة القاهرة المصريَة وهو في ال75 من عمره فرحمة الله على هذا العالم المميَز الذي بقي رمزا من رموزنا العربيَة الشَامخة التي لن ولم يتنكَر لها التَاريخ لعظيم ما صنعت وروعة ما قدَمت للإنسانيَة جمعاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق