لا حديث في الصَحف العالميَة والعربيَة بشكل خاص إلاَ عن الخبر الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي ترامب وهو الإعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل ! قرار إستفزَ الجميع دون إستثناء فحتَى الدمى المتحرَكة للولايات المتحدة الأمريكيَة ندَدت بهذا التصرَف والقرار الذي إعتبرته جامعة الدول العربيَة قرارا مستفزَا ويقضي نهائيَا على عمليَة السَلام .
وكأنَ السيد ترامب أنهى جميع مهامه وأهدافه ولم يتبقى له سوى الإعلان عن القدس كعاصمة لإسرائيل فمنذ إنتخاب هذا الرئيس الذي يعتبره عدد لا يستهان به من شعبه أكبر مهزلة في تاريخ أمريكا إرتفعت نيران الفتنة والحروب وتفاقمت فبعد أن كانت المأساة السوريَة هاجس الجميع بعد أن توهَمت العقول العربيَة الصغيرة أنَ فلسطين تعيش حالة هدوء مطمئنة ، كشَر الذئب ترامب عن أنيابه وأجج نيران الفتنة بين المملكة السعوديَة العربيَة واليمن فما يسمَى اليوم بخادم الحرمين الشريفين والشخص الذي يحكم مكَة الشريفة والأراضي الطاهرة حيث يوجد الجسد الشريف لسيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم هو نفس الشخص الذي يحارب اليمن بكل شراسة ، مجازر إستهدفت الأطفال والرضع ، النساء وجميع الأبرياء ، إضافة إلى ما تحدثه السعودية من فتن بين الدول العربية الإسلاميَة خاصة عندما دعت مصر وجميع الدول إلى مقاطعة قطر وعزلها حروب قادها العرب إرضاء لعيون السيد ترامب الذي قابل هذا الولاء بجحود مخزي لحكَام العرب هؤلاء وذلك بإعلانه الإعتراف بالقدس كعاصمة للإحتلال الإسرائيلي .
سؤال قد يخطر على ذهن كل شخص له ضمير عربي يرثي القضية الفلسطينية وهو : هل ترامب هذا الرجل المهزلة كان يستحق من حكَام العرب كل هذا التهليل والتطبيل ليرقص فوق جثث الشعوب العربيَة الإسلاميَة ولينتهك حرمة قدسنا الشريفة وأقصانا المقدس ؟
ونفس السؤال يطرح لترامب الذي أقدم على القيام بخطوة لطالما تجنَبها الرؤساء الذين سبقوه في رئاسة أمريكا وكانوا يعلمون جيَدا أنَها ليست في صالح أهدافهم بتاتا وهذا السؤال هو : هل الدولة الإسرائلية الوهميَة التي تدعونا إليها تستحق فعلا العناء لتصبح أمريكا اليوم في مواجهة ضارية أمام ما يقارب 360 مليون عربي، ومليار ونصف مليار مسلم ؟
وفي الأخير لا يسع الأقلام الحرَة إلاَ أن تشكر ترامب الذي تمكَن بغبائه المعتاد وبقراراته المتهوَرة أن يوحَد الشَعوب العربيَة التي أكلتها نيران الفتنة وأن يذكرَهم بالقضية الأساسيَة للأمة الإسلاميَة فهذا القراريعتبر الشعلة التي لطالما إنتظرها العرب الأحرار ليوقدوا نيران الإنتفاضة من جديد ، فشكرا ترامب بفضل غباءك حصل ما كنَا يتمنَاه العرب(الشعب وليس حكَامها ) منذ سنين طويلة ;)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق