يرغب أغلب الأشخاص حول العالم في السَفر والتَحليق بعيدا إلى بلد جديد سواء للإقامة فيه وتجربة حياة جديدة أو للتنزَه والسَياحة ، فيكفي أن تسأل أي أحد اليوم ماذا كان ليفعل لوأنَه يملك الكثير من المال فإنَ الإجابة التي ستحصل عليها حتم بعد شراء منزل وسيَارة هي السَفر وإكتشاف العالم ، فمن منَا لا يحلم بالسَفر إلى بلد آخر ورؤية أشخاص جدد والتَعرَف على ثقافات جديدة من العالم فللسَفر متعة لا تضاهى ، ورغم ما شهدته السَياحة مؤخَرا من تراجع خاصَة في بلداننا العربيَة بعد الأحداث الإرهابيَة التي وقعت في السَنوات الأخيرة إلاَ أنَ عددا لا يستهان به من السيَاح لا يزالون يستمتعون بالسياحة حتَى إن كانت في مواقع أخرى كأوروبا أو آسيا .
أهميَة السَياحة في العالم
تعتبرالسّياحة نافذة كبيرة تطل بالإنسان على عالم ترفيه جميل مليء بالمفاجآت والمغامرات فالسَياحة اليوم أصبحت تعتبر علاجا نفَاثا للإضطرابات النَفسيَة والأمراض العصبيَة لما تحدثه من تغيير على أعصاب ونفسيّة الإنسان، ولهذا السَبب بالتَحديد نجد أنَ أغلب أطبَاء علم النَفس ينصحون بضرورة السَفر وتغيير الجو والخروج من المحيط الكئيب لأنَ الرَوتين قاتل فالإنسان عندما يغيَر الأجواء والأماكن ويسافر يشعر بالرَاحة إضافة إلى الفضول والتّشويق للتعرَف إلى بقاع جديدة و أقوام جدد غير الذين يعرفهم وتعوَد رؤيتهم خاصَة الأشخاص الذين يصيبونك بالضغط والتّوتر و يحيطونك بجو سلبي ومحبط ،فالإبتعاد عن هؤلاء حتَى ولو كان لفترة وجيزة علاج في حدَ ذاته ومعدَل طبيعي للنَفسيَة والمزاج خاصَة وأنَ السّياحة لها دورٌ إيجابي في حياة الفرد وتعمل على تنمية الجانب الجيّد والإنساني داخله .
ويرى خبراء الاقتصاد أنَ السّياحة منبع من منابع الاقتصاد المحلّي ومعزّز طبيعي للنّاتج والدّخل القومي فمداخيل السياحة لا يمكن الإستغناء عنها مهما كانت قليلة بسبب الرَكود الذي يشهده هذا القطاع وإضافة إلى ذلك هي طريقة ناجعة ومضمونة لتسويق حضارة الدّولة والتَعريف بمنتجاتها المحليَة كالصناعات التَقليدية وغيرها من المنتوجات التي يقع عرضها بهدف تسويقها بالمناطق السَياحيَة التي يزورها السيَاح .
وإضافة إلى ذلك تعتبر السّياحة وسيلة للقضاء على البطالة وتوفير فرص عمل للشباب العاطل عن العمل خاصَة الذين يحملون شهادات تنتمي إلى هذا المجال (الفندقة ،الطبخ ، التنشيط السياحي ، الدليل السَياحي ...) واليوم وبسبب ما تشهده الدول العربيَة خاصَة من إضطرابات أمنيَة الآلاف من الشّباب المؤهّلين والمدرّبين لا يتمتَعون بعمل يضمن لهم العيش الكريم ، هذا الوضع يقابله صمت رهيب في صفوف الهياكل والمؤسسات التابعة للدولة المعنيَة بمثل هذه المسائل ويبقى السؤال المطروح اليوم هو :إذا كانت السَياحة مهمَة إلى هذه الدَرجة وتلعب دورا علاجيَا وإقتصاديَا فعَالا في حياة الأفراد إلى متى يستمر هذا الركود والتَهميش لهذا القطاع ؟ ألن نرى مشاريع جديدة تفتح ؟أو حملات توعوية تنجز لإبعاد تهمة الإرهاب عن أراضينا الجميلة ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق